Hate Crimes Under Review

<--

جرائم الكراهية‏..‏ تحت المراجعة

يدرس الكونجرس الأمريكي إصدار تشريع جديد تناقشه لجانه القضائية حاليا بشأن جرائم الكراهية‏..‏ الغرض منه فصلها في قانون خاص عن الجرائم الأخري‏,‏ وتشديد العقوبة عليها‏,‏ وتوسيع نطاقها لتشمل الجرائم التي ترتكب بسبب اختلاف اللون أو الدين أو الجنس أو غيرة‏,‏ كذلك كل الجرائم التي ترتكب بسبب أفكار متطرفة أو رفض من الآخر‏..‏ علي أن يتم تحويل هذه القضايا من محاكم الولايات إلي المحاكم الفيدرالية مباشرة‏,‏ ويتعرض هذا المشروع للجدل علي اعتبار أنه سيميز بين الجرائم ودوافعها حتي ولو انتهت كلها بنفس النتيجة‏:‏ القتل‏,‏ وسقوط العديد من الضحايا‏.‏

ويري المعارضون للمشروع أن القانون الحالي يتعامل مع مرتكبي جرائم العنف من أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة دون تمييز‏,‏ ويحاسبهم علي جرائمهم وليس علي أفكارهم‏,‏ وهذا ما تم فعلا مع قاتل طبيب الإجهاض‏..‏ فهو مسجون لحين محاكمته لأنه قتل وليس لأنه متعصب دينيا‏..‏ وكذلك الشخص الذي أطلق النار علي مركز لتجنيد الشباب بالجيش الأمريكي‏..‏ فهو مسجون لأنه قتل وليس لأنه مناهض للحرب‏.‏ والشخص الذي أطلق النار علي متحف الهولوكوست سيحاكم لأنه قتل حارس المتحف وليس لأنه معاد للسامية‏..‏ وكل منهم ارتكب جريمته لأنه اعتبر الضحية خارجة علي قيمه ومعتقداته‏..‏ وهناك كثيرون من أمثالهم‏:‏ معارضون لعمليات الإجهاض والشذوذ‏,‏ إسلاميون‏,‏ راديكاليون‏,‏ معادون للسامية‏,‏ عنصريون رافضون لكل ما هو مختلف عنهم وعن أفكارهم‏,‏

وقد يجد هؤلاء في محاكمتهم عما ارتكبوه من جرائم فرصة للترويج الإعلامي لمعتقداتهم المتطرفة‏,‏ وكلما دقق المحقق في الدوافع الأيديولوجية لجرائمهم‏,‏ جعل منهم أصحاب قضية‏,‏ وشجع أمثالهم علي ارتكاب أفعال مماثلة‏,‏ في حين أن محاكمة الإرهابيين والمتطرفين علي أفعالهم وليس علي آرائهم ستحرمهم من فرصة تحولهم إلي شهداء أو أبطال أو مقاتلين من أجل الحرية أو ثوريين‏,‏ وسيحرمهم من فرصة الوقوف بكل فخر ليشرحوا الأسباب التي دفعتهم لارتكاب جرائمهم بدم بارد‏.‏ ولكن لا يبدو أن الكونجرس سيقتنع بهذا الرأي المعارض الذي أثارته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية‏,‏ ومن غير الواضح ما هي الدوافع وراء إعداد تشريع جديد حول جرائم الكراهية‏,‏ هل هي رغبة من الرئيس أوباما في تكثيف الحرب ورفع كل أشكال العنصرية والتمييز والتطرف؟ أم أن لها علاقة بالمحاكمات المفترضة لمعتقلي جوانتانامو؟ وهل لنا رأي في هذه القضية وقد تعرضت مواطنة مصرية لجريمة كراهية بألمانيا؟ ويتعرض مواطنونا فيما بينهم لكثير من جرائم الكراهية؟

About this publication