The Americans and Their Dust

<--

الرئيسية اراء ومقالات الأميركان و هذا الغبار!

الأميركان و هذا الغبار!

الأحد, 19 يوليو 2009 07:17 عادل العامل

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

عادل العامل

و نحن في عز التبعية الأميركية و في رابعة الاحتلال، لم ينلنا ، نحن المواطنين ” الأعزاء “، من ذلك العز غير الخراب و الخوف .. و الغبار! و هذا الغبار، الذي هو أحد معالم الشراكة التي تربطنا بالعزيزة أميركا، أحد أهم إفرازات السياسة الأميركية في المنطقة،

بدءاً بالقطار الأميركي الذي جاء بنظام البعث الأسود إلى العراق و بالطاغية إلى السلطة فجفف الأهوار و قتل الناس و أباد الشجر، إلى حرب داحس و الغبراء الأميركية التي قلبت التربة عاليها سافلها و أحرقت الأخضر و اليابس، إلى غزو التحرير الذي حرر الناس من أرواحهم ، و زاد التربة جفافاً و الجو اغبراراً. أي أن هذا الغبار، الذي أفسد علينا الحياة الطبيعية و لأجيالٍ قادمة، صناعة أميركية بامتياز تستحق عليها الإدارة الأميركية حضارياً و قانونياً ، و وفقاً لقوانين الولايات المتحدة نفسها، المقاضاة أمام المحاكم مثلما يفعل الناس في الولايات الأميركية التي تُنكب لسببٍ ما! و ليس الهدف من ذلك الحصول على تعويض مادي، ( لن يذهب للمتضررين منّا بالتأكيد )، و إنما الهدف أن تُصلِح أميركا ما أفسدته و تسخِّر تكنولوجياها الفائقة القدرة في معالجة ظاهرة الغبار التي هي أشد من القتل! و لا بد أن لهذه التكنولوجيا، التي يقال أنها تجعل البنتاغون يرى حتى الملابس الداخلية لزوجات الرؤساء العرب، ما تفعله لظاهرةٍ واضحة للعيان مثل الغبار، و ذلك من خلال اصطناع الأمطار فوق المساحات ” المصدِّرة ” للغبار مثلاً، أو تزويد جميع المتأثرين به صحياً بالعقاقير أو الأجهزة المعالجة و الواقية ، أو نشر شبكة واسعة من مراكز العناية التنفسية المركزة على نفقة المصالح المشتركة!و لا أدري ما الذي يجعل نوّابنا النشامى، و هم النشامى، يطالبون بالتافه و النفيس من الأمورلأنفسهم ، و لا يحركون ساكناً للتخفيف من معاناة مواطنيهم ” الأعزاء ” الذين جعلوهم نواباً و أصبحت لهم هيبة، فيكلموا لهم الأصدقاء الأميركان قبل أن يرحلوا فعلاً لإزالة آثارهم السيئة في الجو أيضاً!إذ ما جدوى أن ” ننتصر ” و نفرح بجلاء الأميركان بينما لا تزال مخلفاتهم المؤذية في الجو و على هذه الأرض المُغبرة من العراق العظيم!!.

About this publication