The Campaign Against Obama Begins

<p>Edited by Louis Standish</p>

<--

حادثة البروفيسور هنري غيتس الأسود اللون، الذي اضطر إلى خلع باب منزله بسبب افتقاده للمفتاح بعد رحلة خارجية، جرى

استغلالها أيما استغلال من الصحافة الأمريكية، فقد شنت اتهامات عنيفة على الرئيس أوباما، وأقلها:أنه يُذكي روح العنصرية

هذا التصرف.

وبافتراض صورة أخرى وهي: لو أن البروفيسور كان أبيض اللون،وكان من قيد يديه شرطي أسود، وكان رد فعل الرئيس مثلما كان عليه، فبالتأكيد لن تعترض الصحافة الأمريكية على وصف الرئيس للحادثة ، الأمر، الذي يثبت أن بقايا عنصرية ما زالت تعشعش في عقول بعض الأمريكيين، وأكبر الشواهد على ذلك: هي الحوادث التي تُنشر بين الفينة والأخرى عن تصرفات الشرطة الأمريكية تجاه المتهمين من السود، بكل ما يتخلل ذلك من إهانات وضرب(مثلما جرى تصوير بعض هذه الحوادث وعرضها على

تقييد يدي غيتس وأخذه إلى قسم الشرطة رغم أنه أثبت لها أن البيت بيته، بالفعل الأحمق، وهذا أقل ما يمكن أن يقال في مثلالفضائيات) في مخالفة واضحة للقوانين الأمريكية.

الحادثة الأخرى التي تدلل على لا موضوعية معظم الصحف الأمريكية، هي اعتقال المباحث الفيدرالية الأمريكية لبعض الحاخامات اليهود ضمن عصابتين لتبييض الأموال والتجارة في الكلى البشرية لسنين طويلة، فبعد نشر هذا الخبر، جرى التعتيم عليه تماماً.

وبصورة افتراضية أخرى، فلو كان هؤلاء من العرب والمسلمين، لملأت الصحف الأمريكية أذهان العالم(في تغطية متواصلة يومياً ولفترة طويلة) عن(الإرهاب) العربي والإسلامي، ولشددت السلطات الأمريكية(إضافة إلى التشديدات القائمة) الرقابة على الجاليات العربية والإسلامية.

من زاوية ثانية، وكدليل على انحياز الصحافة الأمريكية وكيلها بمكيالين، التعتيم الإعلامي الذي جرى على تصريح الحاخام عوفوديا يوسف، رئيس حزب شاس، والذي يشارك في الحكومة الفاشية الإسرائيلية الحالية بخمسة وزراء، وقد احتل أيضاً منصب الحاخام الأكبر في إسرائيل لسنوات طويلة، والذي أطلق فيه وصف(العبد) على الرئيس أوباما فقط لاعتراضه على الاستيطان الإسرائيلي(رغم إيضاح الرئيس لقادة اللوبي اليهودي في أمريكا في اجتماعه معهم بأن هذا الاعتراض هو خلاف في العائلة الواحدة)، فلو كان من تفوه بهذا الكلام شيخاً أو سياسياً عربياً أو إسلامياً من ذوي المناصب الرفيعة في بلدانهم، لأٌقامت الصحافة الأمريكية الدنيا ولم تقعدها.! على ما يبدو، أن الهجمة الإعلامية الأمريكية على الرئيس أوباما، هي أبعد ما تكون عن تلك الحوادث، فبعد مضي ستة أشهر على تسلم أوباما لمنصبه ركزت الصحف الأمريكية على انخفاض شعبيته (وهذه مسألة عادية تماماً في استطلاعات الرأي تجاه الرؤساء)، لكان غير العادي أن هذه الصحافة استغلت ذلك كمدخل للهجوم على أوباما في إطار الحوادث السابقة، وعلى ما يبدو أن أوساطاً متنفذة كثيراً في واشنطن لا يلائمها رئيس مثل أوباما، ومنها مثلاً: المجمع الصناعي العسكري، صاحب النفوذ الأبرز في السياسة الخارجية الأمريكية، ومنظمة إيباك ومؤيدوها من الصهيو-مسيحيين، الذين تتضرر مصالحهم السياسية والاقتصادية من إمكانية خروج القوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011(مثلماحددأوباما)، والذين ضايقهم اعتراض أوباما وإدارته على الاستيطان الإسرائيلي، وكرد فعل على هذا الاعتراض وقع(73) من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، غالبيتهم من الحزب الديموقراطي

(حزب الرئيس) على مذكرة موجهة إلى أوباما تطالبه بعدم الضغط على إسرائيل لوقف استيطانها! هذه الأوساط لا يلائمها ما طرحه أوباما من أسلوب الحوار مع إيران حول موضوعها النووي، ويعكر تقديراتها أيضاً ما قاله أوباما في خطاب القاهرة من أهمية التوجه بالحوار إلى العرب والمسلمين، فهذه الأوساط تعبئ الشارع الأمريكي بأن الأخيرين هم(إرهابيون) واللغة الوحيدة للتعامل معهم هي لغة القوة.

بداية الحملة على أوباما هي مقدمة لهجمة مدروسة على الرئيس، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان، مرحلة الرئيس كنيدي، ليس فقط بكل ما أدخله على أمريكا من سياسات جديدة وبخاصة ضد العنصرية، وليس على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية وتحديداً حول إيمانه بأهمية الانفراج الدولي آنذاك في عالم القطبين، وإنما بنهايته التراجيدية أيضاً!.

About this publication