Africa and American “Support”

<--

إفريقيا و«الدعم» الأميركي

بقلم :احمد عمرابي

قبل نحو عشر سنوات قام الرئيس الأميركي بيل كلينتون بجولة شملت عددا من الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

كان عنوان الجولة «الاستثمار التنموي». ولذا كان في صحبة كلينتون عشرات من رجال الأعمال الأميركيين.

ما هي النتيجة؟

عوضا عن إنشاء صناعات ومشاريع ري للتوسع الزراعي أو مستشفيات أو جامعات ومعاهد ومدارس أقامت الولايات المتحدة سلسلة من قواعد عسكرية وجوية في أنحاء القارة وبعثت بقوات خاصة تسندها شبكات استخباراتية. وبذلك تحول العنوان من «الاستثمار التنموي» إلى «محاربة الإرهاب» ومطاردة عناصر «القاعدة».

الآن تقوم وزيرة الخارجية في عهد الرئيس أوباما بجولة مماثلة ينعكس فيها الماضي على الحاضر. وحيث إن من المؤكد أن جدول أعمال الوزيرة كلينتون لا يتضمن شيئا سوى استقطاب المزيد من التعاون الأمني الإفريقي مع الولايات المتحدة في أجندة الإرهاب فإنه ليس لديها في مجالات التعاون الاقتصادي التنموي سوى مواعظ وإرشادات مما يدخل في باب فن العلاقات العامة.

في محطتها الكينية قالت السيدة كلينتون: نحن ملتزمون بوعدنا تجاه إفريقيا.. ملتزمون بمستقبلها. وسنكون شركاء مع شعوب إفريقيا.

مثل هذه العبارات تلقى من أجل اجتذاب التصفيق لكنها في حقيقة الأمر تفتقر إلى أي مضمون. فلو كانت الولايات المتحدة جادة حقا في الالتزام بما تعبر عنه من اهتمام بالبناء التنموي في القارة الفقيرة لأعلنت مشروعات محددة مثل بناء سدود لأغراض التوليد الكهربائي والتوسع في زراعة محاصيل غذائية لمساعدة شعوب القارة الجوعى في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.

وكامتداد لحديث المواعظ اللفظية أهابت الوزيرة الأميركية بالنخب الحاكمة في بلدان القارة بالقضاء على الفساد. ومثل هذه الدعوة لن تثير في أذهان قيادات الحكم الإفريقية سوى مشاعر السخرية. فالولايات المتحدة تعلم والعالم بأسره يدرك أن هذه الأنظمة الفاسدة هي التي تحظى بالدعم الأميركي في سياق المشروع الأميركي الكبير «لمحاربة الإرهاب» ـ أي محاربة الجماعات والمنظمات الداخلية التي تعارض السياسة الأميركية في إفريقيا.. وتعتنق نهجا إيديولوجيا مناهضا لإسرائيل.

About this publication