America Smells Like Rotten Fish

<--

أصداف

أميركا رائحة السمك العفن

يصف كولونيل في الجيش الأميركي، هو تيموثي ريس الأميركيين في العراق بـ (رائحة السمك العفن)، ويستشهد بأحد الامثال، الذي يقول إن الغرباء مثل السمك، اذ تبدأ رائحتهم العفنة بالانتشار بعد ثلاثة ايام. الا ان كلام الكولونيل جاء بعد ست سنوات وأربعة أشهر، أمضاها الأميركيون في بلاد مابين النهرين، وخلال الاشهر الاولى، اعتقدوا انهم حققوا اكبر نصر في القرن الحادي والعشرين ، وهذا ما سارع الى اعلانه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، عندما جمع حشدا من الجنود والضباط وارتقى البارحة الحربية، ليطلق بيان (الانتصار) المزعوم في الاول من مايو عام 2003، وربما صفق له اكثر من تسعين في المائة من الشعب الأميركي والجيش الأميركي ، اذ انزلق الجميع في بحار الوهم، وذهبوا بنشوتهم بعيدا، معتقدين ان عطر الورد يفوح من وجودهم على ارض العراق.

وصف رائحة السمك العفن، لايشمل الأميركيين وحدهم، بل يجلس تحت عباءت العفن جميع الذين خططوا لغزو العراق واحتلاله، والذين شاركوا في الغزو من الأميركيين والبريطانيين، والدول التي سهلت وتآمرت لصالح الغزاة، ثم تأتي قائمة الجالسين القرفصاء ، من الدول التي ارسلت قواتها لتدعم المحتل الأميركي في استمرار جريمته البشعة ، التي تواصلت طيلة السنوات الماضية ، وراح ضحيتها مئات الالاف من العراقيين ، بين قتلى ومفقودين ومعاقين.

ان العفن ورائحته الكريهة لم يتوقف مددها عند حدود العراق، بل إنها انتشرت في جميع المدن والدول التي شاركت في احتلال العراق وتدميره، وكأنني استمع الى تساؤلات تطلقها عوائل الجنود والضباط الذين عادوا مهزومين على ايدي المقاومة العراقية، وهم يسخرون بأسئلة، تدق في أسماعهم عن الذي حققوه من جراء احتلالهم العراق، فيأتي الجواب بتأتاة الخاسر المهزوم، ولا قيمة للكلمات التي يرددها المندحرون.

وهذا العفن تجده الآن في كل بيت شارك شخص منه في احتلال العراق، وفي كل بيت شارك أحد منه في دعم الاحتلال والتجسس لصالحه، ابتداء من العراق ومدنه وقضباته، مرورا ببعض دول الجوار، وصولا الى الدول المشاركة في جريمة احتلال العراق بصورة مباشرة وغير مباشرة.

الا ان الجميع يعترفوا بأن القوة الهائلة التي قلبت الطاولة على رؤوس الغزاة ومن عاونهم، يتصاعد القها في كل يوم، حتى أجبر الغزاة انفسهم لوصف الأميركيين ب(رائحة السمك العفن).

وليد الزبيدي

كاتب عراقي