Clinton’s Visit to North Korea More Than About Freeing Journalists

<--

لماذا رفضت الإدارة الأمريكية بشدة ربط زيارة الرئيس الأسبق كلينتون لكوريا الشمالية بقضية الملف النووي‏,‏ وأصرت علي أنها مهمة إنسانية خاصة وخالصة لإطلاق سراح الصحفيتين؟ المهمة الإنسانية تستحق كل تقدير‏..‏ ولكن ألم تخش واشنطن من اعتبارها رضوخا غير مسبوق لعملية ابتزاز إرهابية تم فيها احتجاز رهينتين؟ ألا يمكن أن يسبب ذلك مزيدا من المخاطر للأمريكيين بالخارج‏,‏ ويعزز من قيمة البرنامج النووي الكوري في عمليات الابتزاز والارهاب؟

ألن يشجع تلاميذ كوريا الشمالية علي اتباع نفس الأسلوب‏,‏ وهو ما تفعله إيران حاليا؟

لا عيب في أن يكون لهذه الزيارة عالية المستوي هدف سياسي محسوب تم الترتيب له بذكاء وفي سرية تامة ليحقق نتائج يسعي لها الطرفان‏..‏ ولم تكن الإدارة الأمريكية في حاجة لإخفاء دورها في هذه المهمة‏..‏ فهي التي أتاحت لكلينتون فرصة استغلال شبكة اتصالاته السياسية والمالية الواسعة في تمويل وتأمين رحلته‏..‏ وهي التي أصدرت ترخيصا فيدراليا خاصا لطائرته لكي تتوجه لكوريا الشمالية‏..‏ كما أذعنت لرغبة كوريا في إرسال كلينتون بدلا من نائب الرئيس الأسبق آل جور‏.‏

من جانبها لم تخف كوريا رغبتها في استثمار الموقف‏..‏ الرئيس الكوري كيم اعتبر الصحفيتين مجرد قطعتي شطرنج في مباراة أكبر يريد من خلالها تعزيز شرعيته والتواصل المباشر مع شخصيات أمريكية بارزة‏..‏ وكان هناك بالفعل فريق كبير من مفاوضيه المتخصصين في البرنامج النووي في استقبال كلينتون‏..‏ وحاول كلينتون فعلا إقناع الرئيس الكوري بأن برنامجه النووي لن يجعله أكثر أمانا‏,‏ بل سيزيده عزلة‏..‏ وربما ازدادت مهمته تعقيدا وسط مؤشرات بأن كوريا تنقل تكنولوجيا نووية لميانمار‏(‏ بورما سابقا‏)..‏

وبعد انتهاء الزيارة أعرب كيم صراحة عن رغبته في لقاء الرئيس أوباما‏..‏ بينما أعربت واشنطن في استحياء عن أملها في أن تؤدي الزيارة إلي أشياء طيبة‏,‏ مؤكدة في نفس الوقت أن سياستها تجاه كوريا لن تتغير‏..‏ ولكن لماذا لا تتغير بعد أن اتخذت واشنطن هذه الخطوة الكبيرة‏,‏ وأجرت معها اتصالا علي هذا المستوي؟ أليس من الأوقع أن تستثمرها دون إراقة ماء الوجه؟ ولكن قبل أن تخطو خطوة أخري‏,‏ عليها أن تواجه الأمر الواقع‏,‏ وهو أن كوريا ـ علي الأقل طوال بقاء رئيسها الحالي علي قيد الحياة ـ لن تتخلي عن برنامجها النووي بأي ثمن ولا تحت أي تهديد‏..‏ وأنها ـ أي واشنطن ـ عليها أن تغير استراتيجيتها في اتجاه حل وسط‏,‏ بدءا بتحقيق حلم الرئيس المريض جدا بعقد قمة مع أوباما وكسر عزلته الدولية‏.‏

About this publication