أفغانستان تتحدي أوباما
أخشي علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الغرق في مستنقع أفغانستان, فيفقد شعبيته التي بدأت تتراجع. هزيمة قوات الناتو في أفغانستان لن تضر أوباما فقط, ولكن أثارها المدمرة سوف تمتد الي الدول الاسلامية في آسيا وإفريقيا, وستحسب انتصارا لخفافيش الظلام والتطرف والمتاجرة بالدين.
أوباما قرر أن يرسل21 ألف جندي يضافون الي القوة الأمريكية التي يبلغ عددها55 ألف جندي لمواجهة قوات طالبان التي ألحقت خسائر فادحة في شهر أغسطس الماضي بقوات الناتو, لكن الغارات الأمريكية العشوائية علي طالبان والتي تنتهي في كل هجوم بمقتل عشرات المدنيين الأبرياء, تضع قوات الناتو في صفوف الأعداء, بل ودفعت كثيرا من أبناء الشعب الأفغاني الي الانتقال الي صفوف طالبان أملا في أن تخلصهم من قوات الاحتلال.
واشنطن تواصل أخطاءها في أفغانستان, وقد تركت عميلها الرئيس حميد كرازي يعبث في صناديق الانتخابات, ويزور ارادة الناخبين, ويعقد صفقات سرية مع طالبان.
تصورت أن الرئيس الأمريكي سوف يعتمد سياسة جديدة تنطلق من رؤيته وثقافته المتعددة واحترامه للشعوب, لكن الحل العسكري ظل الوحيد في الساحة الأفغانية للقضاء علي طالبان, ولم تحاول واشنطن إعداد برنامج سياسي وثقافي لتوعية الأفغان بمخاطر طالبان والقاعدة, وكشف زيف ادعاءاتهم.
إضافة21 ألف جندي أمريكي الي قوات الناتو, ربما تكون خطوة مهمة لتوجيه مزيد من الضربات لعصابات طالبان, لكن مقتل بضعة مئات, أو حتي الآلاف من طالبان لن يقتلع شرورهم وأفكارهم المسمومة التي نثروها في الأرض الأفغانية.
كان علي الرئيس أوباما أن يوجه الي نفسه هذه الأسئلة:
* اذا كانت السنوات الثماني الماضية أثبتت أن رجل واشنطن حميد كرزاي ليس جديرا بالثقة ولا بالمسئولية لقيادة بلاده فلماذا تركوه يزور الانتخابات ليفوز بفترة أخري..؟!
* هل تحققت زيادة في الدخل القومي منذ غزو أفغانستان عام2001, وهل اتجهت الزيادة الي جيوب الشعب الأفغاني أم لحسابات الرئيس كرزاي وبطانته الفاسدة؟!
* كم عدد المدارس التي أنشئت ـ في ظل الاحتلال ـ لتعليم أبناء وبنات أفغانستان… وكم عدد المصانع التي جري بناؤها لتشغيل ملايين العاطلين الذين اضطرتهم أقدارهم للعمل في زراعات الأفيون التابعة لطالبان هربا من الجوع والفقر؟!
مجرد أسئلة… علي الرئيس أوباما أن يرد عليها, حتي ينقذ نفسه من المستنقع الأفغاني, ومن مصير سلفه جورج بوش.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.