في الذكرى الثامنة لكارثة تدمير برجي نيويورك ، نجد ان اكثر المتضررين من تداعياتها ، العرب والمسلمين اولا ، وحقوق الانسان ثانيا ، ومنظمات وفصائل المقاومة ثالثا ، وان المسفيد الوحيد هي اسرائيل ، والمحافظين المتصهينين ، الذي وجدوا فيما حدث فرصة ، لتحقيق اهدافهم القائمة على الحرب الاستباقية ، وبالاخص الشرق الاوسط الجديد ، ما يعمق الشك بان هذين الطرفين ليسا ببعيدين عما حدث. فباسم مكافحة الارهاب ، احتلت اميركا افغانستان والعراق ، وارتكبت مجازر ومذابح ، لن تنسى او تمحى من الذاكرة الانسانية ، وفي الارقام ، فقد قتلت القوات الاميركية اكثر من مليون ومائتي الف مواطن عراقي ، وتسببت في تهجير ما يزيد عن اربعة ملايين ، وخلفت مليوني يتيم ، ومليون ارملة ، وتحول العراق الى دولة تعيش في القرون الوسطى ، اذ اكثر من نصف شعبه كما تقول منظمة الصحة العالمية ، لابحصلون على المياه الصالحة للشرب ، ولا تصله الكهرباء ، اضافة الى انتشار الامراض الوبائية ، وبالاخص الكوليرا ، واذا كانت الارقام الحقيقية عن الكارثة التي حلت بافغانستان بسبب الاحتلال ، لم تعلن بعد ، فانها حتما تفوق نظيرتها العراقية ، فيما قدرت الخسائر الاميركية المالية ، بحوالي917 مليار دولار ، ومن المتوقع ان تصل الى ثلاثة ترليونات ، وكانت السبب الرئيس ، في الكارثة المالية والاقتصادية التي ضربت واشنطن ، والعالم كله ، وادت الى الكساد. اما حقوق الانسان فكانت اكثر المتضررين من هذا الجنون ، الذي مس واشنطن ، فباسم مكافحة الارهاب ، قامت واشنطن والعواصم الاوروبية وغيرها ، بمراقبة هواتف المواطنين ، واستجواب وتوقيف عشرات الالوف من المسلمين ، في اربعة ارجاء المعمورة ، بعد ان الحقت الجهات المعادية تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين ، ..وباسم مكافحة الارهاب ، قامت واشنطن باخطر التجاوزات في التاريخ ، وذلك باعتقال الآلاف وزجهم في سجن غوانتنامو ، دون محاكمة ، واخضاعهم لاساليب تعذيب جسدية ونفسية خطيرة ، مثل الايهام بالغرق ، ادت الى وفاة البعض ، واصابة اخرين بعاهات دائمة ، ولم يقف الامر عند هذا الحد ، بل قامت بممارسة القرصنة ، باختطاف مشبوهين ، في عدد من الدول ، واقامة معتقلات سرية ، في انحاء العالم ، يضاف الى ذلك الاعتداء الصارخ ، على المعتقلين في ابي غريب ، والذي تجاوز كل الحدود . هذا السجل الدامي والمخزي للحقبة البوشية ، كان السبب الرئيس ، في فوز اوباما ، وهزيمة المحافظين المتصهينين ، الذين اساؤوا لاميركا ، ولحقوق الانسان ، ما حدا باوباما الاعلان عن فتح ملف التعذيب ، والعمل على اغلاق غوانتانامو ، والذي يشكل وصمة عار تلطخ التاريخ الاميركي. اما المتضرر الثالث فكانت المقاومة ومنظماتها ، حيث استغلت واشنطن وحليفتها تل ابيب الحدث ، وحالة الهذيان ، التي اصابت البعض ، فقامت بدمغ المقاومة بالارهاب ، متناسية ان مقاومة الاحتلال عمل مشروع ، كفله ميثاق الامم المتحدة ، ومتناسية ايضا ، المقاومة الاميركية ضد الاحتلال الانجليزي ، والمقاومة الفرنسية ضد النازي ، والدعم الاميركي والغربي لها ، حتى تحقق انتصارها المجيد بقيادة الجنرال ديغول . باختصار.. ان مكافحة الارهاب عمل مشروع ، ولكن المحافظين المتصهينين ، والعدو الاسرائيلي ، استغلوا نقمة العالم كله ، على الارهاب والارهابين ، لحرفه عن وجهته الصحيحة ، وتسخيره لخدمة الاهداف الاسرائيلية والاميركية
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.