هل يكسب الروس؟!
بضربة واحدة جريئة نجح الرئيس باراك أوباما في كسب الروس إلي صفه, وتقليل مخاوف إسرائيل وعدد من دول الشرق الأوسط من مخاطر امتلاك إيران لصواريخ متوسطة المدي يصل مداها إلي حدود ألفي ميل يمكن أن تطول حدود أوروبا الجنوبية, بالإضافة إلي تعزيز قوته التفاوضية مع اقتراب موعد مباحثاته المباشرة مع إيران الشهر المقبل, عندما قرر نقل الدرع الصاروخية التي كان الرئيس الأمريكي السابق بوش يعتزم إقامتها في بولندا وتشيكوسلوفاكيا لمواجهة أخطار صواريخ إيران طويلة المدي علي الأمن الأوروبي جنوبا إلي منطقة البلقان أو شرق المتوسط ليكون أقرب جغرافيا إلي حدود إيران, وعدل وظيفته بحيث يركز علي مصدر التهديف الحقيقي الذي يتمثل في الصاروخ الإيراني شهاب3 بدلا من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدي التي ربما لا تتمكن إيران من تصنيعها قبل عام2015.
لكن الأمر الذي لاشك فيه أن أوباما نجح في تقليل مخاوف الروس الذين عارضوا منذ البداية بناء الدرع الصاروخية علي مقربة من حدودهم الجنوبية, واعتبروه خطرا علي أمن روسيا القومي بأكثر من أن يكون موجها ضد إيران, وبرغم صراخ الجمهوريين وغضبهم الشديد من مفاجأة أوباما الاستراتيجية التي نسفت الدرع الصاروخية للرئيس بوش, واتهامهم الرئيس أوباما بأنه فرط في أمن الولايات المتحدة, ونكص علي عقبيه أمام أول اختبار له مع الروس, تحظي خطوة أوباما بتأييد متزايد من الرأي العام الأمريكي لأنها أقل إنفاقا وأكثر واقعية وجدوي, لأنه لا معني لبناء حائط صاروخي ضخم التكاليف لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية طويلة المدي التي لا تملك طهران بعد برنامجا لإنتاجها, بينما تشكل صواريخها متوسطة المدي مصدر الخطر الحقيقي!
ولا يتشكك أحد في أن هذه الخطة الجريئة سوف تساعد علي مزيد من التقارب بين الروس والأمريكيين في مباحثات خفض تسلحهما النووي, خاصة مع انتهاء موعد اتفاقية صولت في يناير المقبل, ولعلها تجعل الروس الذين يملكون قوة ضغط كبيرة علي إيران أكثر حرصا علي إيجاد تسوية عاجلة للملف النووي الإيراني تضمن عدم امتلاك طهران لقنبلة نووية؟!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.