Hiroshima…Is Obama Going to Apologize?

<--

هيروشيما .. هل يقدم أوباما على الإعتذار ؟!

64عاما مرت على قيام الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945 بقنبلتين نوويتين حصدتا نحو نصف مليون قتيل وجريح من الأطفال والنساء والرجال المدنيين.

ومع مرور هذه السنوات الطويلة بعد المذبحة الفظيعة هذه لم نسمع بأي إعتذار أو تأسف أمريكي من السلطة المتنفذة في الولايات المتحدة على مدى أكثر من ستة عقود بل على العكس من ذلك الإصرار على التمسك بعدم الإعتذار والندم، فقد أظهر إستطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيياك الأمريكية مؤخرا وفي مناسبة الذكرى الرابعة والستين بهذه المذبحة الإنسانية كان نتيجته:(أن ثلثي الأمريكيين يعتبرون قرار الولايات المتحدة بشأن اللجوء إلى السلاح النووي كان صائبا وضروريا).

وسبق أن أجريت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مقابلات صحفية مع الطيار الأمريكي بول تينيت الذي قام بإلقاء أول قنبلة ذرية في التاريخ على مدينة هيروشيما اليابانية (لم يظهر فيها أي تأنيب للضمير على فعلته مؤكدا أنه لو عادت به الأيام إلى الوراء لقام وبكل راحة بال بإلقاء هذه القنبلة مرة أخرى، وهو فخور بما فعل وأنه فعل شيئا مهما لم يفعله أحد من قبله وأنه قام بالتدريب على إلقاء هذه القنبلة الجديدة مرارا وقام بتنفيذ المهمة الموكولة إليه على أكمل وجه مؤكدا أنه ينام كل ليلة نوما عميقا هادئا بدون أي ندم أو حسرة أو ألم….

ورغم هذا الموقف المؤلم لفئة من الشعب الأمريكي (إن لم يكن هذا الإستطلاع مفبركا ككثير من الإستطلاعات في العالم) فإن للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما مواقف أخرى طيبة ومنها: فقد أكد تحمل بلاده مسؤولية أخلاقية للتحرك من أجل إخلاء العالم من الأسلحة النووية خاصة بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا السلاح المهلك والمدمر.

كما نأمل أن لا يتحرج الرئيس أوباما من العمل بجد على إخلاء العالم من الأسلحة النووية، ونتمنى أن يكون له البصمات بشأن سياسة الصمت النووي التي تنتهجها إسرائيل والتي تمتلك المئات من الرؤوس النووية.. وإن فعل سنشاطره مخاوفه فيما يتعلق بالطموحات الإيرانية لإمتلاك أسلحة نووية كما أنه يكبح جميع الأفكار لعديد من الدول في المنطقة والعالم لإمتلاك هذا السلاح مستقبلا.

ويستغرب المرء هذا الذعر الأمريكي من الإمتلاك الإيراني المتوقع وبعد حوالي عشر سنوات للسلاح النووي ودون أن يكون هناك ذعر مماثل من إسرائيل التي تمتلك هذا السلاح ومنذ سنوات طويلة خاصة وقد أعلنت كثير من دول المنطقة في الشرق الأوسط عن مخاوفها من السلاح النووي الإسرائيلي والذي يدفع بعضها التركيز على سباق التسلح بدلا من التوجه لمزيد من التنمية وتحقيق (الرخاء الحقيقي) الذي غاب عنها بعد وجود هذه الدولة الغاصبة للأرض التاريخية للشعب الفلسطيني.

للرئيس أوباما مواقف مشرفة ومعروفة من حرب فيتنام و الحرب على العراق ودعمه لإقامة دولة فلسطينية و إقفال سجن غوانتانامو ومنع التعذيب في السجون الأمريكية.. يضاف إليها موقف مشرف أخر أعلنه قبل أيام أكد فيه تراجع حكومته عن بناء الدرع الصاروخي في جمهورية تشيك وبولاندا وقد قوبلت جميع هذه الخطوات بالإحترام والتقدير العالمي.

نحسب أن لدى الرئيس أوباما فرصة ذهبية أخرى كبيرة ومهمة تتمثل بتأكيده مسؤولية بلاده الأخلاقية حول ما حدث في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابنيتين قبل أكثر من 64 عاما.

عودة عودة

About this publication