Obama Does Not Deserve The Nobel Peace Prize

<--

اوباما لا يستحق جائزة نوبل

اوباما لا يستحق جائزة نوبل

رأي القدس

فوز باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام جاء مفاجئاً للكثيرين، بمن فيهم الرئيس الامريكي نفسه، فالرجل لم يقدم اي انجاز حقيقي على الارض يمكن ان يؤهله لهذه الجائزة، كما ان عمره في السلطة لا يزيد على تسعة اشهر، اي انه ما زال يتحسس طريقه وسط حقل ألغام شديدة الانفجار، سواء على الصعيدين الداخلي او الدولي.

فقد جرت العادة ان تمنح هذه الجائزة الاكثر اهمية بين قريناتها لاشخاص انهوا حروباً او نزعوا سلاحاً، ولا نعتقد ان الرئيس اوباما يمكن تصنيفه في هذه الخانة، فالرجل ما زال يتزعم دولة تخوض حربين دمويتين في الوقت الراهن، احداهما في افغانستان والاخرى في العراق، ويحمل رتبة القائد الاعلى للقوات المسلحة.

صحيح ان الرئيس اوباما تمسك بتنفيذ وعوده بسحب قوات بلاده من العراق باعتبار الحرب فيها ‘بالاختيار’، ولكنه مصّر على مواصلة الحرب الثانية في افغانستان، باعتبارها ‘حربا بالضرورة’، ومن المتوقع ان يصادق في الايام القليلة المقبلة على طلب قائد قواته فيها الجنرال ستانلي ماكريستال لزيادة عدد القوات الامريكية بحوالي اربعين الف جندي.

من ينخرط في حربين في آن، وتقدم طائراته بشكل شبه يومي على قتل مدنيين ابرياء في المناطق الحدودية الباكستانية الافغانية تحت ذريعة مطاردة الارهابيين لا يمكن وصفه بانه رجل سلام، ناهيك عن فوزه باهم جائزة عالمية في هذا المضمار.

جائزة نوبل جرى منحها هذه المرة على اساس ‘النوايا’ وليس على اساس ‘الانجازات’ وكضربة ‘استباقية’ لجر الرئيس الامريكي الشاب الى معسكر السلام، وابعاده عن شن حروب جديدة.

من السابق لأوانه القول بأن هذا النهج، اذا ما صح، يمكن ان يعطي ثماره، فالرئيس الامريكي قال في خطابه الذي ألقاه امس وأعلن فيه ترحيبه بالجائزة، انه لن يتسامح مع القوى النووية التي تشكل خطرا، في اشارة مباشرة الى ايران. وان كان من الانصاف القول بانه أيد في الوقت نفسه حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية في حال الافصاح عن نواياها بشكل صادق.

منطقة الشرق الاوسط، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، هي ساحة الاختبار الحقيقي لنوايا الرئيس باراك السلمية، وقدرته على حمل لقب ‘صانع السلام’، ومن المفارقة ان اللجنة المشرفة على منح جائزة نوبل للسلام استندت الى خطابه الذي القاه في جامعة القاهرة قبل خمسة اشهر، وخاطب فيه العالم الاسلامي متعهدا باتباع سياسة خارجية تصالحية، ترتكز على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كمبرر لمنحه الجائزة، ولكن وبعد ستة اشهر من الجهود المضنية، وارسال مبعوثه للسلام الى المنطقة اكثر من مرة، واستقباله المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين في واشنطن ونيويورك، ما زال يدور في المربع الاول، ولم يحقق اي تقدم.

الرئيس اوباما عجز عن تجميد بضعة مئات من المستوطنات في الاراضي العربية المحتلة، ورضخ في نهاية المطاف لشروط بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهذه ليست من صفات رجل يمكن ان يصنع السلام، فاذا كان لا يستطيع اقناع اقرب حلفاء بلاده بوجهة نظره، فكيف سينجح في حل صراع استمر اكثر من مئة عام، ويعتبر الاكثر تعقيدا من نوعه؟

منح جائزة نوبل للسلام الى الرئيس الامريكي بالطريقة التي شاهدناها، لن تضيف الشيء الكثير له، ولن تعزز شعبيته المتدهورة في بلاده، خاصة اذا تزايد حجم الخسائر في صفوف قواته، او في صفوف المدنيين الابرياء في افغانستان، او اضطر للاقدام على حرب ضد ايران في حال فشل المفاوضات الحالية، والتسليم بمحدودية اي حصار اقتصادي.

الامر المؤكد ان هذه الجائزة، جائزة نوبل، خسرت الكثير من قيمتها واهميتها بقرار منحها المتسرع الى رئيس امريكي ما زال في بدايات فترته الرئاسية الاولى، وفي طور بلورته لسياساته الداخلية والخارجية.

About this publication