A Nobel Prize for “Peace without Peace!”

<--

ماذا فعل الرئيس الأميركي حتى يستحق جائزة نوبل للسلام؟ فمن المسلم به في تقاليد مثل تلك الجائزة أن يأتي التكريم بالجائزة على خلفية الجهود التي تبذل في خدمة السلام لأن الجائزة تمنح عادة لأشخاص أنهوا حروبا وأيدوا نزع السلاح!

فهل فعل الرئيس أياً من ذلك؟ من هنا يمكن فهم ردود الفعل المتباينة على إعلان فوزه بجائزة نوبل للسلام، إذ قوبل بإشادات وانتقادات حادة. فقد هنأه غالبية قادة العالم ودعوه إلى مزيد من التقدم لنزع السلاح النووي، وتحلى أوباما بكثير من الموضوعية عندما تحدث بصراحة عن مفاجأته بالإعلان عن فوزه بجائزة نوبل للسلام التي تلقاها بكثير من التواضع، معتبرا أنه لا يستحق هذه الجائزة مقارنة بالفائزين السابقين بها.

ويرى أوباما أن فوزه بالجائزة “دعوة للعمل” ضد الاحتباس الحراري والانتشار النووي ولحل النزاعات وليس “اعترافا بانجازاته الشخصية”، مشددا على أنها “تأكيد على زعامة أميركية باسم تطلعات يتقاسمها البشر من كل الأمم”.

كما اعتبر أوباما هذا التكريم “نداء للجميع للعمل بكل قوة من أجل أن تصبح هذه الرؤية واقعا شيئا فشيئا”، لكنه لم ير في السياق ذاته أن منحه تلك الجائزة سيكون حافزا للتحرك نحو إحلال السلام في فلسطين المحتلة والانسحاب الكامل من العراق وأفغانستان!

ولعل أكثر الانتقادات جاء على لسان مايكل ستيل رئيس الحزب الجمهوري، معلقا على الإعلان عن فوز أوباما بالجائزة “تساءل الأميركيون عما حققه أوباما فعلا”. ورأى ستيل أن “هذا القرار كان، للأسف، بناء على قوة جاذبية أوباما كنجم سياسي”.

أما نحن، العرب، فلنا كل الحق أن نعرف بالضبط دوره في إحلال السلام في المنطقة التي تشهد صراعا دمويا أشعلت ناره آلة الحرب الأميركية في كل من العراق وأفغانستان، وتمد آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية بمختلف ألوان الأسلحة التي تهاجم بها الفلسطينيين، بالإضافة إلى الدعم السياسي غير المحدود لها بما يتفق وخدمت المصالح الاستيطانية التوسعية لدولة الاحتلال.

الولايات المتحدة ما تزال تمارس دورها التاريخي في الدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تؤكد للعالم بأسره أنها غير معنية بتحقيق أي سلام، ما لا يدع مجالا للشك أن الحديث عن تغير في السياسية الخارجية الأميركية حيال الصراع العربي- الإسرائيلي، مع مجيء الديمقراطيين للحكم في الولايات المتحدة بزعامة أوباما، سيغير من وجه التاريخ، هو حديث تنقصه الواقعية والموضوعية!

التحالف بين أميركا ودولة الاحتلال اكبر من كل الأوهام، التي نفكر بها حول الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه إدارة أوباما في المنطقة، إلاّ إذا كان منح الرئيس أوباما جائزة نوبل للسلام سيغير وجه الحقيقة؟

About this publication