Globalization Is Behind Calls to Break Up the “Great Empire”

<--

تجددت الدعوات الراغبة فى انفصال عدد من الولايات الأمريكية عن الدولة الفيدرالية على أثر الأزمة الاقتصادية، ونشطت جماعات حقوقية داعية للانفصال فى 10 ولايات على الأقل من بينها تكساس وفيرمنت وهاواى وألاسكا، وتزايد عدد الراغبين من الانفصال على خلفية التضييق من دفع الضرائب التى تمول حربين فى العراق وأفغانستان يرى كثيرون أنها دون طائل.

وبدأت الدعوة بعد تصريح توماس تايلور زعيم حركة «من أجل جمهورية فيرمنت الثانية بأن الدولة الفيدرالية فقدت سلطاتها المعنوية، مشيرا الى أن كل الحكومات تخضع لأوامر (وول ستريت) وكانت المفاجأة فى تأييد «ريك بيري» حاكم ولاية تكساس للانفصال فى الوقت الذى أكدت فيه بعض وسائل الاعلام ان دعاة الانفصال ليسوا سوى قلة، وهو نفس الوقت الذى رفضت فيه نصف الولايات الأمريكية تطبيق معايير فيدرالية جديدة لبطاقات الهوية واعتبرتها عدد من الولايات أنها غير ملزمة بتطبيق القوانين الفيدرالية الخاصة بتصنيع الأسلحة والذخيرة.

الى أى مدى يمكن أن تتأثر الامبراطورية الأمريكية، وما هى تداعيات هذه الدعوة، لاسيما وان تفكك الجمهورية السوفيتية جاء بعد هزيمتها العسكرية فى أفغانستان، وهى نفس الهزيمة المرتقبة حاليا للولايات المتحدة الأمريكية.

الفقيه القانونى الدكتور هشام صادق أستاذ القانون بجامعة الاسكندرية يرى أى عصر العولمة تحكمه ظاهرة ضعف الدولة القومية منذ بدايته فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى خاصة فى دول العالم الثالث، ويشير الى أن العولمة أدت لاختراق الدولة القومية اقتصاديا وسياسيا وهو ما أدى الى ظهور مصطلح الدولة الرخوة، أو الدولة الضعيفة، لافتاً الى أن هذا الضعف لم يأت مصادفة لكنه جاء عبر مراحل تطور مختلفة للعولمة أدت فى داخلها الى تنامى المؤسسات والشركات متعددة الجنسيات والقوميات كما أدت الى التوجه داخل الدولة الواحدة الى المحلية وهو ما تنامت معه مظاهر التقسيم الداخلى للدول على أسس مختلفة منها ما هو دينى ومنها ما هو عرقى ويضيف الدكتور «صادق» ان هذه الدعوة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد ان النتائج الخطيرة للعولمة قد تصيب أيضا الدول الكبرى فضلا عن كونها بالضرورة تصيب دول العالم الثالث، مؤكدا ان العولمة هى السبب الرئيسى والأكثر عمقاً وإن كانت الحرب وقرب اعلان هزيمة الولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق هى عوامل مساعدة وفى النهاية قلل الدكتور هشام صادق من أهمية هذه الدعاوى الانفصالية داخل الولايات المتحدة لافتاً الى أنه من أنصار تقوية الدولة القومية القوية وليس الدولة الرخوة.

من جانبه يرى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أزمة متعددة الجوانب، ليست اقتصادية فقط، وهو ما يمكن أن نطلق عليه أزمة ثقة فى المستقبل.

وأشار الى أن الدولة فقدت سيطرتها وهيمنتها على العالم رغم الحديث عن امتلاك الولايات المتحدة للنموذج الأرقى فى الحكم الى جانب الموارد التى تتيح لها إحكام سيطرتها على العالم.

ولفت الى أن الغرور الأمريكى اهتز بقوة بعد أن ثبت ان للقوة الأمريكية حدودا وأن أمريكا لا تستطيع ان تنتصر فى حربين منفصلتين، بل تستطيع دول صغيرة أن تلحق بها الهزيمة. وأكد الدكتور حسن نافعة أن الهزيمة العسكرية لأمريكا فى أفغانستان أصبحت وشيكة وأن الاعلان عنها لا يحتاج إلا بعض الوقت، وأشار إلى ان الأزمة الاقتصادية تؤكد أن النظام الرأسمالى يمكن أن يتحول الى نظام متوحش لافتا الى وجود مشكلات عديدة تواجه الولايات المتحدة جعلت المواطن الأمريكى يراجع نفسه حول قدره هذا النموذج على تحقيق ما يصبو إليه المجتمع الأمريكى وأوضح أن المجتمع الأمريكى ليس على وشك الانهيار كما يردد البعض، وإنما فى حالة تراجع، مشيرا الى اختلاف عوامل وظروف انهيار الاتحاد السوفيتى ويتفق مع هذا الرأى الدكتور عمرو الشوبكى الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية مضيفاً أن هناك تراجعا وانكسارا فى المشروع الامبراطورى الأمريكى ما يدفع الادارة الأمريكية الى تغيير وسائلها، مؤكدا أن فكرة انهيار الامبراطورية الأمريكية غير وارد فى المستقبل المنظور.

ومن جانبه ذكر الدكتور نجاح الريس أستاذ العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر ان أمريكا كدولة تتيح تداول هذه الأفكار، لكنها تبقى أفكارا يرفعها المتشددون والمعارضون للإدارة الأمريكية، وفرض تحقيقها على أرض الواقع بعيد، وليس بوسع أحد ان يقول فى المدى القريب أن يحدث انهيارا للامبراطورية الأمريكية ويضيف أنه رغم انتكاسة أمريكا فى أفغانستان والعراق ولكن مازال الداخل الأمريكى متماسكا الى جانب اعتزاز الأمريكان بقوميتهم.

About this publication