What Peace Is America Talking About?!

<--

الرئيس الأمريكي باراك أوباما مازالت لديه الشجاعة ليتحدث عن السلام ! .. لقد عاد يحدثنا من جديد عن ضرورة اطلاق مفاوضات سلام في منطقتنا لانهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي .. وعاد أيضا ليحدثنا عن تمسكه بإقامة الدولة الفلسطينية .. وعاد ليكرر علي مسامعنا ما قاله من قبل إن علي الاسرائيليين وقف بناء المستوطنات !

ومن جديد سوف يعود السيد ميتشيل الي المنطقة ليبحث العودة الي المفاوضات وبدون شروط مسبقة، أي بدون الشرط الفلسطيني والعربي وهو وقف الاسرائيليين البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

ميتشيل سيهتم هذه المرة بإقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بالبدء في مفاوضات قضايا الحل النهائي، وذلك لتجاوز عقبة رفض الاسرائيليين تجميد الاستيطان .. فمن بين هذه القضايا قضية الحدود التي اقتنع الامريكيون أخيراً بان تبدأ المفاوضات بهذه القضية .. لأنه اذا تم الاتفاق علي الحدود، أي حدود الدولة الفلسطينية وحدود إسرائيل، سيتم حل معضلة المستوطنات تلقائيا، حينما سيكون مفهوما ومحددا تلك المستوطنات التي ستدخل داخل حدود اسرائيل والتي سيكون للاسرائيليين الحق في البناء بها، وتلك المستوطنات التي ستكون داخل حدود الدولة الفلسطينية وسيكون عليهم إزالتها ونقل المستوطنين منها .

وهذا كلام منطقي .. ولكن الاسرائيليين عطلوا العمل بأي منطق وساعدهم الامريكيون علي ذلك . والسؤال الملح هنا هو : إذا كان الرئيس باراك اوباما بكل ما لديه من حماس للمصالحات التاريخية والانفتاح علي الآخرين وإنهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي، اخفق في إقناع الاسرائيليين بالالتزام باتفاق يقضي بوقف البناء الاستيطاني لفترة زمنية مؤقتة لاتتجاوز العام، فهل سيكون في مقدوره اقناعهم بحدود مقبولة فلسطينيا وعربيا لحدود الدولة الفلسطينية التي يدعو لإقامتها؟ !

الاسرائيليون يتحدثون الآن علنا عن استبعاد القدس الشرقية من أراضي الدولة الفلسطنية . ويتحدثون ايضا علنا عن الاستيلاء علي مساحات ليست صغيرة من اراضي الضفة الغربية، خاصة تلك الاراضي المقام عليها كل المستوطنات الاسرائيلية الموجودة الآن، وايضا التي ينهمكون الان في بنائها .

وهذا ما يرفضه بشدة الفلسطينيون والعرب .. لا أحد منهم يقبل بالتنازل عن القدس الشرقية، بل يطالب العرب والفلسطينيون بها عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة، ويطالبون بأن تكون حدود 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية، مع القبول بتبادل محدود في الأراضي اذا اقتضت الضرورة، وأن يكون هذا التبادل متكافئا في قيمة الأراضي التي سيتم تبادلها . فكيف إذن سيتم الاتفاق فلسطينيا وإسرائيليا؟

وكيف سيكون هو موقف واشنطن منا .. هل ستترك الجانبين يتفاوضان ويتفاوضان بدون التوصل الي اتفاق .. أم ستتدخل واشنطن لفرض حل وسط؟ .. واذا تدخلت كيف سيكون هذا الحل الوسط؟ .. هل سيكون منحازا للاسرائيليين أم سيكون منصفا بعض الشيء للفلسطينيين؟

حتي الان لايوجد شيء يطمئن الفلسطينيين أو يطمئن العرب .. بل علي العكس ما حدث خلال الشهور الماضية يثير المخاوف لا الطمأنينة .. فواشنطن أخفقت في إقناع الاسرائيليين بوقف مؤقت لبناء الاستيطان ومع ذلك لم تفعل شيئا سوي الضغط علي أبومازن لكي يلتقي مع نتانياهو في واشنطن .. مجرد كلمة عتاب واحدة لم يقلها الامريكيون علنا للاسرائيليين .. بل علي العكس تماما، فقد انهمكت القوات الامريكية في اجراء مناورات مشتركة مع القوات الاسرائيلية .. كما تصدي الامريكيون بقوة لاجهاض تقرير جولدستون لحماية الاسرائيليين من مجرد الإدانة الدولية وليس العقاب علي ما اقترفته من جرائم حرب في غزة .. فأي سلام هذا الذي جدد الامريكيون حديثهم عنه؟

About this publication