A Perplexing, Deadly Whirlwind

<--

قبل بضعة اشهر انشغل الرأي العام في الوطن العربي بمقتل السيدة المصرية ، مروة الشريبني في المانيا وبينما اصيب العرب والمسلمون بالصدمة والدهشة بالحادث المتعمد بقتل انسانة بريئة ذنبها الوحيد انها مسلمة تعيش في ديار الغرب وقد قابل الناس في المانيا والغرب الحادث الارهابي باللامبالاة لان القتيلة مسلمة،

وأول امس صدم الرأي العام الامريكي بقتل طبيب نفسي عسكري من اصل عربي ل 13 عسكريا في قاعدة لافورت هودر في تكساس والتي هي من اكبر القواعد الامريكية وتعتبر المركز الاول لتأهيل العسكريين لارسالهم الى العراق وافغانستان ، اما في الوطن العربي والعالم الاسلامي فإن الناس تتعاطف مع الدكتور نضال مالك حسن وتعتبره ضحية لحالة استفزاز عدائية افقدته اعصابه فالطبيب النفسي حسب الروايات كان يعالج حالات الجنود والضباط الذين يشرحون له وقائع لا انسانية مثيرة في تصفية اعداد كبيرة من العرب والمسلمين ، وعندما يصحو ضميرهم الانساني يدخلون في اطوار اكتئاب وانفصام نفسي وغيره.

لا شك ان قتل هذا الضابط لاعداد من الجنود الامريكيين بالطريقة العشوائية تدل على انه مريض ومحبط وفاقد لاعصابه وعقله ، لكن كل ذلك لا يبرر جريمته التي يجب ان يتحمل عواقبها ، اما ما لا يجوز فهو ان يحمل كل العرب والمسلمين مسؤولية ذلك والحكم عليهم ان لديهم نزعة عدائية وانهم متعطشون لقتل الآخرين ردا على قتل الآخرين لاهلهم ولشعوبهم وبالاضافة الى كل اشكال التأثير والضغوط الاخرى التي تقع على العالم الاسلامي عبر الحرب الوقائية ومشروع الهيمنة الامريكية وغير ذلك.

ما نتمناه هو الا تستغل الصهيونية العالمية وقوى اليمين المحافظ هذه الحادثة الاجرامية الفردية للحكم على العرب ولدفع الادارة الامريكية الى معاداة العرب والثأر منهم ، لكن في نفس الوقت لا بد من وعي عربي على خطورة هذا الانقسام في الضمير الانساني بين الشرق والغرب وان تكون هنالك محاولات للتقارب الحقيقي بين العالم الاسلامي الشرقي والعالم المسيحي الغربي ، ولا يمكن ان تظل العلاقة محكومة بالشكوك وسوء النوايا المتبادلة وان ندرك ان هنالك «خوارج» في صفوف الامة يمثلون قوى ظلامية تقوم بعمليات ارهابية محدودة وضئيلة ضد الغرب يرافقها خطاب اعلامي تحريضي مضخم عن حجم هؤلاء وخطرهم ، وتتلقف قوى الشر الصهيونية هذا الخطاب التحريضي لتجعله مسموعا ومدويا واكثر من ذلك تجاول ترويجه باعتباره يعبر عن موقف كل المسلمين بينما هؤلاء الخوارج الذين يدعون القدرة على هزيمة الغرب لا يشكلون واحدا بالالف من العالم الاسلامي وهم اعجز من ان يشكلوا تهديدا للنظام الرأسمالي الغربي بل هم أعجز من ان يقوموا باعادة انتاج عملية مشابهة ل 11 ايلول 2001 ، التي كانت صناعة صهيونية امريكية بامتياز.. وأكثر ما صدر عن هؤلاء الخوارج هو عملية صغيرة في قطارات لندن واخرى في قطارات مدريد يمكن ان يقوم بها بضعة افراد يضعون حقيبة ملغمة في قطار ويهربون.

خلاصة القول ان هناك خللا وان هنالك تهويلا في اية عملية حتى لو كانت فردية مثل عملية الطبيب النفسي العربي التي ستستغل اسوأ استغلال ضد العرب والمسلمين.

About this publication