Obama and Hamlet

<--

أوباما وهاملت

تشتد حملة الانتقادات داخل الولايات المتحدة للرئيس الأمريكي أوباما‏,‏ تتهمه بالتردد وقلة الحسم وعدم القدرة علي نقل أفكاره ووعوده الي خطط عمل تغير واقع السياسة الأمريكية الراهن‏,‏ كما وعد في بداية حكمه‏,‏ ويشبه الكثيرون أداءه السياسي خلال الفترة الأخيرة بأنه يماثل أداء هاملت البطل التراجيدي الذي عاش أسير أفكاره وتردده وعجزه عن الفعل‏,‏ لأن أوباما لا يزال يتردد في اتخاذ القرارات الواجب اتخاذها في الأزمة الأفغانية‏,‏ خاصة ما يتعلق بزيادة عدد القوات الأمريكية‏40‏ ألفا كما طلب قائده الميداني هناك‏.‏

وفي الشرق الأوسط تتزايد حملة الانتقادات للرئيس الأمريكي تتهمه بالأوصاف ذاتها‏,‏ لأنه رضخ لضغوط الإسرائيليين وأسقط تجميد الاستيطان كشرط ضروري لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي‏,‏ ولا يزال مشروعه لتسوية أزمة الشرق الأوسط الذي يشكل أولوية مهمة في سياساته يقف محلك سر برغم مرور ثمانية أشهر علي ولايته‏,‏ لم يتحقق خلالها خطوة واحدة تترجم أفكاره الي عمل علي أرض الواقع‏!‏

وفي أوروبا يتساءل الفرنسيون مثلما تساءل رئيسهم ساركوزي‏,‏ عما إذا كان أوباما يعاني ضعفا في القدرة علي اتخاذ القرار‏,‏ كما تظهر العديد من الدول الأوروبية تبرمها من تردد الرئيس الأمريكي أوباما في اتخاذ قرار يتعلق بحجم الخفض في الإنبعاثات الكربونية التي ينبغي أن تلتزم به الولايات المتحدة علي غرار ما فعل الأوروبيون والروس والصينيون قبل انعقاد مؤتمر كوبنهاجن للمناخ‏,‏ برغم الضغوط التي مارسها وزراء البيئة الأوروبيون علي الوفد الأمريكي وإخفاقه في أن يحدد أهدافا واضحة من مؤتمر كوبنهاجن‏,‏ وتلكؤ الرئيس أوباما في اتخاذ قرارات مهمة مطلوبة تتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية تحت ضغوط الكونجرس‏.‏

ولهذا السبب تتزايد التوقعات بألا يتمكن مؤتمر كوبنهاجن من إنجاز أهدافه الأساسية التي تتمثل في تحديد أحجام خفض الإنبعاثات الكربونية التي ينبغي أن تلتزم بها الدول الصناعية والدول النامية‏,‏ وتحديد حجم المساندة المالية التي سوف تقدمها الدول الغنية للدول النامية لمعاونتها علي التكيف مع الآثار الصعبة والكارثية لتغيرات المناخ خاصة في إفريقيا.

About this publication