Washington and Tehran: “Celebrating” 30 Years of Hostility!

<--

واشنطن وطهران: “احتفالية” 30 عاماً من العداء!

عدد التقييمات 5 :

1 2 3 4 5 التقييم : ممتاز

تعليمات

هذه الخدمة تمكنك من تقييم المقالات دون الحاجة للتعليق وذلك وفقا للتدرج الاتي:

:مقبول

: متوسط

: جيد

:جيد جدا

:ممتاز

X

5/11/2009 |

تمر هذه الأيام ذكرى الهجوم على السفارة الأميركية في طهران، حيث قامت مجموعة من الطلبة الإيرانيين بمهاجمة السفارة الأميركية وأسر جزء من العاملين فيها يقدر بأكثر من 50 أميركياً.

الحدث في حد ذاته يمكن اعتباره بامتياز الفصل الأول في العداء بين واشنطن وطهران منذ قيام الثورة الإسلامية. هذا لا ينفي بالطبع وجود خلفية تاريخية من العداء تعود إلى أوائل عقد الخمسينيات وتتمثل في التعاون الأميركي البريطاني ضد رئيس الوزراء الإيراني آنذاك محمد مصدق.

30 عاماً تمضي ولا شيء يتغير في علاقة البلدين بحيث يمكن أن يقود إلى استنتاج بأن ثمة تحولا طرأ على علاقات البلدين. فعلى الرغم من التغيرات السياسية التي طالت البلدين المتعلقة بتغير الشخصيات ( الرؤساء) في كلا البلدين فإن مشاعر الرفض والعداء بقيت قائمة، ولم تستطع أن تخفيها العبارات الدبلوماسية التي كانت تصدر من طهران أحيانا ومن واشنطن أحيانا أخرى التي حاولت أن تلطف من حجم التناقض الموجود.

والسؤال الذي يبدو مشروعاً هو: لماذا الاستمرار بالعداء؟ لعل اللافت للنظر احتفال الطرفين كليهما بالحدث كل على طريقته.

فخلال الأيام القليلة الماضية لم يتردد الرئيس الأميركي باراك أوباما من الحديث عن ذلك ودعوته الإيرانيين إلى وضع الماضي خلف ظهورهم. في الوقت نفسه الذي يحذر فيه المرشد الاعلى للثورة الاسلامية من السياسة الاميركية العدائية ضد ايران. الإيرانيون هذه المرة احتفلوا بطريقة ربما تكون الأولى منذ الثورة، إذ احتفلوا منقسمين، ففي حين خرج مؤيدو الحكومة الإيرانية منددين بالولايات المتحدة ومرددين “الموت لأميركا”، خرجت المعارضة بشعار ” الموت للديكتاتور…الموت لروسيا”.

ويبقى السؤال الذي طرحناه قائماً، وهو: لماذا الاستمرار في حالة العداء؟ والإجابة ربما توضحها النقاط الآتية:-

اولاً: إن الصورة التي تكونت لكل من إيران وأميركا عن بعضهما بعضاً لم تتغير، صورة لخصها الإيرانيون بعبارة الشيطان الأكبر، وصورة أميركية لإيران لخصها الأميركيون بـ “الدولة المارقة”. وببقاء هذا التصور يبدو أن تراجع العداء يكاد يكون ضئيلاً.

ثانيا: ثمة تناقض واضح في المصالح بين الطرفين، وهو مشروع في عالم السياسة وبخاصةً إذا ما تم ضبط الاختلاف وإدارته، وهو في الحالة الإيرانية الأميركية لا يبدو مسيطَراً عليه؛ فالرؤية الإيرانية لكثير من القضايا تتعارض بنسبة 99,9% مع الرؤية الأميركية، وهو أمر لم يتغير ولا يبدو أنه سيتغير في المستقبل القريب، فإيران بالنسبة للولايات المتحدة هي من أهم العناصر المهددة للمصالح الأميركية حتى عام 2025.

ثالثاً: إن العداء الأميركي بالنسبة لإيران، وتحديداً للنخبة السياسية المحافظة، هو من مصادر الشرعية للنظام الإيراني، فالعداء لأميركا منذ البدء هو أداه لحشد الرأي العام ضد النظام الملكي السابق الذي كان الأداة أو الوسيلة في أيدي الأميركيين، فهل يمكن أن يتخلى النظام عن أحد مصادر شرعيته بسهولة؟

تذَكّر حدث مهاجمة السفارة الأميركية سيبقى علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين إيران والولايات المتحدة. ويبدو أنه سيبقى جداراً مانعاً لأي تحسنٍ قد يأتي به المستقبل، وبذلك فربما يكون هذا الجدار أشد صلابة من جدار برلين الذي تهاوى.

mahjoob.zweiri@alghad.jo

د.محجوب الزويري

About this publication