فلتكن بداية جديدة
هل هي مصادفة أن تنشر صحيفة واشنطن بوست أسرارا جديدة عن تعاون نووي عسكري قديم بين الصين وباكستان قبل يومين فقط من أول زيارة للرئيس أوباما لبكين؟ أم أن الهدف من النشر تحذيره من الإفراط في الثقة بها؟ فقد نشرت الصحيفة اعترفات أخيرة لأبي القنبلة النووية الباكستانية عبدالقدير خان المحتجز رهن الاعتقال المنزلي بدولته,
قال فيها إنه في عام1982 عادت طائرة عسكرية باكستانية من الصين محملة بخمسين كيلوجراما من اليورانيوم الكافي لصنع قنبلتين نوويتين, ومعها جهاز للتصنيع المحلي, وذلك في إطار صفقة نووية سرية كان قد اتفق عليها الزعيم ماوتسي تونج, وذو الفقار علي بوتو رئيس وزراء باكستان في1976, أي بعد عامين من أول تجربة نووية هندية..
وبمقتضاها قدم خان لبكين خبراته عن المفاعلات الاوروبية التي كان يعمل بها في هولندا, مما أسهم في تنشيط برنامجها المتخلف لتخصيب اليورانيوم.. وقد ظل التعاون مستمرا بينهما تحت رعاية خان.. فكان يرسل طائرات محملة بالأجهزة والمعدات للصين ويحصل منها علي وقود نووي..
وكان ذلك بمثابة انتهاك خطير للمعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي(1968) من جانب دولة نووية.. وقد علمت به المخابرات الأمريكية, لكن الصين ظلت تنفي, فاضطرت واشنطن للسكوت عنه, وتغاضت عن فرض عقوبات علي بكين, بالرغم مما ترتب علي ذلك من انتهاكات أخري, حيث نقل خان المعلومات النووية لإيران وليبيا أيضا.
ولأن الصين مازالت ترفض الاعتراف بانتهاكها للمعاهدة الدولية, وباكستان ترفض تقديم خان للتحقيق بأمريكا, فإن واشنطن تجد صعوبة في إحكام السيطرة علي مخاطر الانتشار النووي.. خاصة أن بكين مازالت غير متحمسة لفرض عقوبات علي إيران بسبب برنامجها النووي.
ربما تكون هذه المعلومات قد نبهت أوباما إلي حقائق كان يجب أن يتنبه إليها قبل زيارته للصين, وربما تكون قد زادت مهمته تعقيدا, لكنها جعلت رسالته أكثر أهمية وإلحاحا.. هو يريد من بكين أن تقف إلي جوار أمريكا كقوة دولية كبري مسئولة, وأن تتعاون معها بصدق لحل مشكلة الانتشار النووي, والبرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية..
هو لايريد إحتواءها أو محاصرتها, ولايريد محاسبتها علي أخطاء الماضي.. يريد منها فقط أن تعمل معه علي حماية البشرية من ذلك الخطر المفزع.. فهل تستجيب؟
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.