One Year After Obama’s Victory: Hopes and Disappointments

<--

عندما فاز باراك أوباما قبل أكثر من عام بالانتخابات الرئاسية الأميركية ووصل إلى سدة البيت الأبيض كأول رئيس أميركي أسود ومن ثم انتهج خطابا أساسه المرونة والانفتاح والحديث عن مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في العالم، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الأميركية مع الدول الإسلامية كما تحدث في خطابيه الشهيرين في اسطنبول والقاهرة..

استبشرت شعوب المنطقة والعالم بالانتقال إلى مرحلة جديدة نظرا لثقل الولايات المتحدة ودورها على الساحة الدولية، ولكن لا يخفى على الجميع أن الآمال تراجعت ولم تعد الخطابات الأميركية بشأن السلام تثير الكثير من الاهتمام والآمال، وتدريجيا عادت السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط إلى قاعدتها المعروفة حماية إسرائيل ودعمها.

بجردة بسيطة لحساب عام:

1- تراجعت الإدارة الأميركية (تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون) عن مطلب الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي كشرط لاستئناف مفاوضات السلام إلى المطالبة باستئنافها وبحث كل القضايا في إطار المفاوضات.

2- تحول المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل إلى كولن باول آخر في بداية تسلمه مهامه أو حتى وارن كريستوفر، عندما قام كل منهما بسلسلة زيارات متتالية إلى المنطقة والحديث عن فرصة للسلام قبل أن تتلاشى على وقع الاستيطان وينعكف المسؤول الأميركي داخل مكتبه في إذعان واضح للتطرف الإسرائيلي الذي يهدد الاستقرار في المنطقة.

3- ممارسة الإدارة الأميركية الضغوط على العرب من أجل التطبيع مع إسرائيل بحجة اتخاذ خطوات تخدم التوصل إلى اتفاق للسلام مقابل عدم ممارسة أي ضغوط فعلية على إسرائيل لوقف الاستيطان والقتل والحصار، وهكذا عادت السياسة الأميركية إلى معادلتها القديمة.

4- في أفغانستان وباكستان، بقي المأزق الأميركي على حاله بل تعمق أكثر فأكثر، والسمة العامة لسياسة أوباما هنا كان التردد وعدم القدرة على أخذ زمام المبادرة، سواء لجهة أخذ قرار بسحب القوات الأميركية من أفغانستان أو حتى بزيادة عدد هذه القوات.

5- في العراق، وعلى الرغم من قرار أوباما بسحب القوات الأميركية من المدن، إلا أنه من الواضح أن الوضع الأمني لم يشهد تحسنا ملحوظا كما أن الانقسامات السياسية تعمقت أكثر وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات العامة بينما بقيت قضية إعادة الإعمار خارج الأولويات وجداول الأعمال.

6- تراجع فرصة الحوار الأميركي- الإيراني على خلفية الملف النووي الإيراني، والعودة إلى سياسة التصعيد بدلا من مد جسور الحوار واتخاذ خطوات حقيقية لجعل ذلك ممكنا.

دون شك، هذه المراجعة البسيطة لما آلت إليها التطورات بشأن معظم قضايا المنطقة تشير إلى أن خريطة (الآمال والأحلام) التي رسمها أوباما بقيت في مكانها، وبقيت الأقوال تحتاج إلى الأفعال، دون أن يعني كل ذلك التقليل من المناخ الإيجابي الذي أوجدته سياسته وفي الوقت نفسه ما تتعرض لها هذه السياسة من تحديات بالجملة في الداخل والخارج.

About this publication