A Puzzled Obama!

Edited by Joanne Hanrahan

<--

حيرة أوباما !

ليس هناك رئيس يعاني من الحيرة مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحيرة أوباما سببها إيران وكان أوباما يراهن كثيرًا علي سياسة اليد الممدودة بالحوار للإيرانيين، ويأمل خيراً في احتواء مشكلة الملف النووي الإيراني بهذه السياسة .. ولكن ها هي الأيام تمر والشهور تنقضي ولا نتائج حققتها سياسة اليد الممدودة بالحوار مع إيران، بل علي العكس تمامًا مزيد من التصلب الإيراني والتشدد ورفض تقديم أي تنازلات محدودة وردًا علي قرار لمجلس محافظي المنظمة العالمية للطاقة الذرية يوجه انتقادات لإيران وتحذيرات لها، أعلنت الحكومة الإيرانية عزمها بناء 15 محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم، وتصنيع الوقود النووي بما يفوق حاجة مفاعل طهران للأبحاث الطبية.

إزاء ذلك .. هناك في واشنطن من يرون أن هذه التطورات هي إعلان بفشل سياسة الحوار التي كان يراهن عليها أوباما لحل مشكلة الملف النووي الإيراني، وأنه يتعين علي واشنطن أن تسلك مسلكًا مختلفًا مع الإيرانيين يضع التهديد بالعقوبات والعمل العسكري محل الحوار والتفاهم والتفاوض، فهذا في تقديرهم هو الأكثر جدوي مع الإيرانيين، الذين لن يقدموا تنازلات إلا مرغمين، ولن يتراجعوا إلا مكرهين، وهذا ما يعتقده الجمهوريون في أمريكا، بل ومعهم بعض الديمقراطيين، وأيضًا يراه الإسرائيليون .

لكن هناك في المقابل من يخشون أن يؤدي التهديد إلي مزيد من التشدد والتصلب الإيراني هؤلاء مقتنعون برأي د.محمد البرادعي مدير المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وهو الرأي الذي جاهر به علنًا قبل أن يغادر موقعه في قيادة المنظمة الدولية، وهذا ما حدث بالفعل، حينما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يتضمن تحذيرًا لإيران هدد الإيرانيون بتخفيض مستوي التعاون معها، والمعني بتنفيذ مشروعات نووية جديدة بدون موافقتها والتشاور معها، ولذلك يتحمس هؤلاء لتمديد أجل الحوار مع إيران لفترة أطول، خاصة أن كسينجر احتاج لأكثر من عام ليحصل علي رد إيجابي من الصين، بينما الحوار مع الإيرانيين لم يبدأ فعليا إلا منذ عدة أسابيع قليلة في جنيف، ولم يستغرق سوي جلستي حوار فقط .

وبعض هؤلاء لا يخشون كثيرًا من استفادة الإيرانيين بمنحهم مزيدًا من الوقت، فهم يعتقدون أن المستوي التقني لدي الإيرانيين في مشروعاتهم النووية لا يزال منخفضًا، وحتي اليورانيوم الذي قاموا بتخصيبه بنسبة تتراوح بين 3 – 5٪ لديهم إذا ما شرعوا في زيادة معدلات التخصيب إلي 20٪ لإنتاج ما يحتاجونه من وقود نووي، الأمر الذي يجعلهم مضطرين لإعادة تخصيبه في الخارج، وهو ما كانوا يوافقون عليه من قبل أن يسحبوا موافقتهم هذه ويقدموا اقتراحًا بأن يتم تبادل اليورانيوم مع الوقود النووي علي أرض إيران .

غير أن هناك رأيا آخر لا يري فائدة في تمديد أجل الحوار مع إيران .. ويعتقد هؤلاء أن الأمريكيين سوف ينتظرون طويلاً ليحصلوا علي شيء من إيران ولن يحصلوا عليه في النهاية، لأن الأوضاع الداخلية الإيرانية قد عقدت الأمر وجعلت يد الحكم الإيراني مقيدة في اتخاذ موقف منفتح علي الغرب بخصوص الملف النووي الإيراني .

ففي ظل الانقسام السياسي الراهن زاد نفوذ القوي الأكثر تشددًا داخل النظام الإيراني، خاصة الحرس الثوري، الذي يعتقد أن أي تفاهم مع أمريكا والغرب سوف يصب في نهاية المطاف في مصلحة الإصلاحيين، لأنه سيحرم النظام من سلاحه الأساسي في توجيه ضرباته لهم، وهو سلاح عداء الغرب، وأمريكا لإيران، ولعل ذلك هو الذي دفع خامنئي، ونجاد لسحب موافقتهما علي مشروع البرادعي لإعادة تخصيب اليورانيوم الإيراني في خارج إيران .

لذلك .. يعتقد هؤلاء أنه لا سبيل الآن أمام أوباما سوي مزج الحوار بالتهديد .. أي ممارسة الحوار تحت الضغط، ما دام الحوار وحده غير مجد والعمل العسكري غير متاح .

About this publication