Without Winning or Losing!!

Edited by Robin Silberman

<--

أصبح من الواضح أن اعتماد استراتيجية في أفغانستان هو أحد الهموم الرئيسية للرئيس الأميركي باراك أوباما ، بعد كل الكلمات التي أهدرها عن أهمية الانتصار في « الحرب على الإرهاب» في هذا البلد الآسيوي.

ويبدو أنه وبعد المراجعة الدائمة للأوضاع المتردية هناك ، بات على قناعة تامة أن تحقيق هذا الانتصار غير ممكن، حتى أصبح الخوف من التعرض لهزيمة تذهب بآخر مابقي للامبراطورية من هيبة على الصعيد الدولي هو الهاجس الأقوى لديه.‏

ولابَّد أن الرئيس الاميركي ومستشاريه، وهم يراجعون الوضع في أفغانستان، قد لاحظوا أن العام 2008 كان الأكثر دموية بالنسبة للقوات الحليفة. كما لاحظوا أن العام انتهى بسيطرة (طالبان) على ثلاثة أرباع البلاد، وأصبحت الحركة تحاصر العاصمة كابول وتتحكم في مخارجها.‏

وهكذا، الرئيس باراك اوباما في حربه ضد أفغانستان يسير على خطا جنكيزخان، وتيمورلنك والاسكندر المقدوني ممن اجتاحوا هذا البلد الصعب في وعورة جباله التي تشكل أكثر من أربعة أخماس مساحته، الحافل بـ «موزاييك» من الأعراق واللغات، والذي انتصر بالجغرافيا على السوفييت، والجغرافيا نفسها هي الخصم اللدود في مواجهة أميركا وبريطانيا وحلفائها في حربها ضد الطالبان.‏

وفي اطار الاستراتيجيات التي يبحث عنها اوباما وادارته، توصل العقل الاميركي إلى حقيقة مفادها أن الوضع في أفغانستان أعقد من أن تنفرد بمواجهته واشنطن وشركاؤها من دول حلف الأطلسي، كما أن الحكومتين الأفغانية والباكستانية أظهرتا عجزاً عن الإفادة بالقدر المطلوب، وماأوصلهم إلى ضرورة أن يكون التحالف أوسع من ذلك، وليضم دولاً أخرى مثل: روسيا والهند وايران.‏

بيد أن هذا لم يكن نتيجة تغيير في السياسة الاميركية من حيث مقاربتها لما تواجه من مشاكل وقضايا، بل نتيجة عجز عن مواجهة وحل تلك المشاكل والقضايا، ومن دون أن تتغير الأهداف الاميركية.‏

لاشك في أن الخروج من أفغانستان من دون « ربح أو خسارة » – بلغة بايدن – هو أجدى من الجري وراء سراب مكلف قد ينتهي بالهزيمة، لكن الانتقالات السريعة من الاصرار على تحقيق النصر إلى البحث عن استراتيجية للخروج منها إلى اعادة بنائها، يكشف عن صعوبة الوضع الذي يجد أوباما نفسه فيه، وكثرة الاستراتيجيات تدل على التخبط، ولاتدل على حيوية التفكير، وهو بالضبط مايمكن أن توصف به مواقف الإدارة الاميركية في هذه الأيام.‏

About this publication