بالرغم من اختلاف وجهات النظر في كثير من السياسات بين إسرائيل وأميركا إلا أن اهم أهداف أميركا الاستراتيجية في المنطقة هو الحفاظ على تفوق إسرائيل عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا على جميع دول المنطقة.
تعمل كل الإدارات الأميركية، سواء كانت ديمقراطية ام جمهورية، منذ عام 1956 على الالتزام بذلك الهدف وعدم السماح لدول المنطقة منفردة أو مجتمعة، بالتفوق على إسرائيل مهما كان مستوى تحالفها مع أميركا، أو علاقاتها العسكرية أو السياسية.
لم تبخل أميركا في تلبية كل طلبات إسرائيل العسكرية على مدى عقود وفتحت الخزائن لتمويل هذه الصفقات العسكرية عدا عن المساعدات العسكرية السنوية التي تقدر بـ3 بلايين، التي التزمت بتقديمها حتى عام 2013.
وعندما ألغت تركيا المناورات السنوية مع إسرائيل احتجاجا على عدوان إسرائيل على غزة وحصارها على القطاع واستمرار الاستيطان قامت الولايات المتحدة بإجراء مناورات بحرية مشتركة مع إسرائيل، هي الاكبر في تاريخ العلاقة العسكرية بين البلدين، تم فيها اختبار العمليات المشتركة في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر وحتى الخليج العربي بما في ذلك عمل الغواصات الحاملة للصواريخ البعيدة المدى، وايضا العمليات الجوية من حاملة الطائرات وعمليات الانزال البري.
كان ذلك ضمن التحضير للتوقيع لاحقا بين اسرائيل وحلف الاطلسي على اتفاق يتيح للبحرية الاسرائيلية المشاركة ضمن قوات البحرية الاطلسية في البحر الابيض المتوسط وذلك بمراقبة الشواطئ اللبنانية منعا لوصول أي امدادات الى حزب الله، ومراقبة شواطئ غزة لتشديد الحصار عليها ومنع أي عمليات تهريب للاسلحة تأتي من البحر الابيض أو الاحمر ومراقبة الشواطئ السورية، بالإضافة الى الشواطئ المصرية وخاصة العريش، وصولا الى الخليج العربي لمراقبة الشواطئ الايرانية.
بذلك، نجحت إسرائيل في أن تجعل من نفسها شرطيا بحريا في المنطقة لكن من خلال شرعية حلف الاطلسي، وتحت عباءته، وتمارس سياسة الحصار على الشواطئ البحرية.
زودت أميركا إسرائيل، بحسب الصحف الاميركية بجهاز (الجيش الرقمي) الذي اختبرته إسرائيل بمناورات أجريت الاسبوع الفائت شمال إسرائيل وهو يتيح تزويد مقرات الاستخبارات والقيادة بصورة العمليات القتالية من ميادين القتال، مباشرة ومن خلال شاشات ضخمة، ما يتيح توجيه العمليات القتالية من قيادة السيطرة بشكل أفضل وأدق.
وبعد مباحثات طويلة ومعقدة وقعت أسرائيل وأميركا بالأحرف الأولى على اتفاقية عسكرية خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن التي جرى التكتم عليها من قبل الطرفين نظرا لاهميتها وخطورتها على إيران ودول المنطقة إذ ستحدث تحولا كبيرا في موازين القوى الاقليمية.
تنص هذه الاتفاقية، التي من المتوقع ان يتم التوقيع عليها في شهر آذار (مارس) عام 2010، بأن تقوم الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل بـ75 طائرة على دفعات بمعدل 25 طائرة كل 3 سنوات من طراز أي اف 35. هذه الطائرة المعروفة بطائرة الشبح الأميركية هي أبرز طائرة في الجيل الخامس والمعروفة بخصائصها القتالية الكبيرة والقادرة على إنجاز جملة أهداف من أهمها قدرتها على تخطي أجهزة الرصد والرادارات، ما يتيح لهذه الطائرة الوصول إلى أهدافها من دون أن تتمكن أجهزة الرادار، حتى المتقدمة منها من رصدها. تمتلك هذه الطائرات قدرة على تدمير الأهداف الارضية وبقوة هائلة، نظرا لحمولتها الكبيرة من الصواريخ، وكذلك بقدرتها الكبيرة على الاشتباك بالجو، وأيضا إسناد القوات البرية.
بحصول إسرائيل على هذه الطائرة ستكون قادرة، وبحسب محللين عسكريين في البنتاغون، على اختراق منظومة الدفاع الإيرانية وضرب المنشآت النووية الإيرانية، حتى لو حصلت إيران على الصواريخ الروسية أي أس 300، على اعتبار ان هذه الطائرة تستطيع ان تتخطى أجهزة الرصد والرادار، لكن لا تستطيع أن تواجه الصواريخ أي أس 500، التي سوف تدخل الخدمة في الجيش الروسي بعام 2011، لكن من غير المتوقع ان تقوم روسيا ببيع هذه الصواريخ لاي دولة اجنبية.
أميركا التزمت بتقديم تسهيلات مالية لتغطية تكاليف الصفقة، حيث تبلغ قيمتها 15 بليون دولار، وسوف يتم اعتبارها جزءاً من المساعدات العسكرية لإسرائيل. بحصول إسرائيل على هذه الطائرات قريبا سوف تفرض إسرائيل هيمنتها على الأجواء العربية وأجواء المنطقة، وتحدث تحولا كبيرا في موازين القوى الإقليمية عسكريا، وسياسيا حتى مع إيران وتركيا وسورية وحزب الله ومصر، وكل دول المنطقة الاخرى.
في السياق نفسه أبلغت وزارة الدفاع الاميركية الكونغرس عزمها بيع إسرائيل الف قنبلة ذكية من نوع (GBU39)، إذ تستطيع هذه القنابل اختراق أي خرسانة مسلحة بحدود مترين.
من المتوقع استخدام هذه الأسلحة من قبل إسرائيل في أي حرب محتملة مع لبنان أو حماس او ايران. وتحاول إسرائيل الحصول على قنابل (GBU28) القادرة على اختراق من 6 الى 10 أمتار، لكن تتردد أميركا بتزويدها لاسرائيل.
وفي إطار المواجهة المحتملة مع ايران، استطاع نتنياهو ان يقنع الرئيس اوباما بالخطر الإيراني على الأمن الاسرائيلي. وفي سبيل ذلك قامت الولايات المتحدة بنصب أحدث أجهزة الرادار الأميركية في إحدى القواعد العسكرية في بئر السبع في صحراء النقب، وقام فريق من الخبراء الاميركيين بنصب الرادار وتشغيله. ذلك الرادار المعروف بـ (AN/120TRY2) قادر على اكتشاف الصواريخ قبل 2000 كم من وصولها للهدف، ما يتيح للدفاعات الجوية الإسرائيلية من بين 60 الى 90 ثانية، ما يمكنها للتصدي للصواريخ المهاجمة.
نصَّ الاتفاق على أنّ إدارة هذا الرادار ستتم من قبل القوات الاميركية فقط، باعتبارها ممن المعدات المتقدمة تكنولوجيا، وغير موجودة إلا ضمن القوات الأميركية، يقابلها رادارات مماثلة تملكها روسيا فقط على اعتبار أن هذا الرادار قادر على تتبع الصواريخ الباليستية بالرغم من قدرة هذه الصواريخ على المراوغة والتخفي.
سيطرت اسرائيل في كل حروبها مع العرب على الأجواء، وهي تراقب، من خلال الأقمار الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة التي تملكها وتصنعها، كل صغيرة وكبيرة حتى في الباكستان. وبحصولها على طائرات الشبح الأميركية يصبح الوطن العربي والدول المجاورة له تحت هيمنة الشبح الأميركي- الاسرائيلي المقبل.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.