Resentment Caused by the Country of Wonders’ Visa Process

<--

كثيرة هي دول العالم التي نزورها لأسباب العمل، لكن تلك البلاد الواقعة ما وراء البحار هي الوحيدة مختلفة الاجراءات عن باقي دول العالم، إنها الولايات المتحدة الأمريكية وإجراءاتها المعقدة إلى حد كبير، رغم عدم وضوح الفكرة من هذه الإجراءات الصارمة وغير القابلة للتغيير أو حتى فتح باب النقاش فيها والاستماع إلى الآراء الكثيرة التي يثيرها كل من يرغب بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم كان دوري لإجراء المقابلة، ما يعني أولاً أن تخسر نصف يومك في العمل ما بين الطريق والانتظار أمام القنصلية في القدس المحتلة، حتى تتمكن من الدخول، والانتظار داخل غرفة صغيرة، لكني لم أكن محظوظاً بالمطلق في كل ماحدث، فأول مرة تمت مناداتي كانت لبعض المعلومات غير المكتملة في الطلب، وثاني مرة كانت للبصمة فقط، على أن تكون الثالثة للمقابلة التي لم تحدث معي لسبب ما، ولا أعرف لماذا تم استدعائي إذا طالما لم يكن يلزم التحدث إلي شخصياً!

أما فيما يتعلق بفكرة المقابلة الشخصية، فهي فكرة غير مقنعة مطلقاً، فإن كانت الأسباب “أمنية” فلهم مصادرهم ويعرفون كل شيء عن أي شخص يريد الذهاب إلى بلادهم، وليسوا بحاجة لرؤيته شخصياً تحت أي ظرف من الظروف، فبلادهم لا تختلف عن بلاد الآخرين التي نذهب إليها دون كل هذه التعقيدات.

ورغم أن المكان الوحيد الذي تشعر به بأن كل البشر سواسية هو غرفة الانتظار التي تسبق إجراء المقابلة، عرباً أو عجماً أو يهود، إلا أنني رأيت بعض التمييز في بعض الحالات، حيث صادف وجودي على أحد النوافذ وصول د. حنان عشراوي إلى قسم الفيزا، وسألتها إن كانت تتبع نفس اجراءات المواطنين العاديين فأجابت بنعم، رغم أنها لم تنتظر داخل الغرفة وكان معها مرافق، ولم تستغرق دقيقة واحدة ليبدو الأمر أنهم أرادوا رؤية وجهها فقط! كونها قالت لي أنهم قاموا بإلغاء تأشيراتها السابقة وتريد استعداتها.

ما لفت انتباهي أيضاً هي مبلغ الرسوم الخاصة للفيزا، حيث معروف أن المبلغ بالدولار هو 131، وهم من أعلن منذ آذار 2008 أنه سيتم احتساب سعر صرف الدولار 3.60 ما يعني 472 شيقل هي رسوم الفيزا، إلا أن بنوكنا الكريمة ترفض أخذ المبلغ بالدولار، وتطلب مبلغ 510 شيقل كرسوم، أي بزيادة تبلغ 38 شيقل عن مبلغ الفيزا! ولا ندري هل هي العمولة التي يتقاضاها البنك من القنصلية وندفعها نحن أم هي رسوم للبنك على تقديمه هذه الخدمة لنا وندفعها نحن أيضاً!! وإن كان المبلغ مقر رسمياً من قبل القنصلية الأمريكية فأين “يختفي” الفرق ما بين المبلغين؟

نعلم بما يعنيه الأمن لكم، ونعلم ما هي الاجراءات اللازمة لكل ذلك، خاصة بعد حادثة ديترويت غير الواضحة، لكن عليكم إعادة النظر في كل هذه الاجراءات المعقدة، فليس كل مواطن يريد الذهاب إلى أمريكا هو “إرهابي”، وليس كل من زار أمريكا مسبقاً بحاجة لنفس الاجراءات في كل مرة، واعلموا أن الإدارة الأمريكية لا تمثل أمريكا الحقيقية بالنسبة لنا والمتمثلة بالشعب الأمريكي الذي يحب الناس ويعشق التعرف إلى ثقافات جديدة، ولسنا نحن الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة أعداء لكم كما يهيأ للكثير منكم!

About this publication