Al Qaeda in Yemen: A Fabricated Threat?

<--

(1) في اليمن كارثة كبيرة، أعمدتها النظام السياسي في صنعا ء، وأمريكا، والمعارضة اليمنية ، واس هذه الكارثة ‘الإرهاب’.

قلت في هذه الزاوية منذ أسبوعين ان الرئيس علي عبد الله صالح يتمتع بذكاء فطري رهيب جعله على راس هذا النظام لأكثر من ثلاثين عاما رغم كل ما عصف باليمن من أزمات وكوارث سياسية واجتماعية واقتصادية. في الآونة الأخيرة اشتد على الرئيس علي وقع الكارثة السياسية في شمال اليمن (ولن أتحدث هنا عن جنوبه)، تصاعد الخلاف والاختلاف بين النظام السياسي في صنعاء ومواطنيه في الشمال الأمر الذي أدى إلى أن يصدر الرئيس صالح هذه الأزمة إلى دول الجوار ويجعلها شريكة في المواجهة بعد أن كاد الجيش اليمني يفشل في إجهاض حركة قبائل اليمن في الشمال المعارضة للنظام في صنعاء ‘الحوثيين’.

الإدارة الأمريكية ليست بعيدة عما يجري في اليمن وذكاء الرئيس استطاع إقناعها بان ‘تنظيم القاعدة’ يقوى وتتسع دائرته وهو يطلب النجدة، فكان المدد الأمريكي سريعا ‘صواريخ كروز’ الأمريكية تطلق على قرى ومدن يمنية بحجة ضرب قواعد ‘القاعدة’ في اليمن (جريدة ‘الشرق’ 4 كانون الثاني/يناير 2010) راح ضحيتها أبرياء لا شأن لهم بما يجري، الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس في صنعاء للتعاون والتنسيق بين اليمن وأمريكا في مجال مكافحة ‘الإرهاب’، والإرهاب عند الأمريكان يختلف معناه عن الإرهاب عند الرئيس عبد الله صالح، الأول يقول كل من يعادي أمريكا ويقف ضد مصالحها هو إرهابي، والإرهاب الثاني يعني كل من يعارض الحكومة ومخططاتها، وفساد بعض قادتها، ويطالب بالعدالة والمساواة، ورد الحقوق إلى أصحابها، والمشاركة في صناعة القرار السياسي، هو إرهابي وعليهم محاربته والاستعانة بالعالم ضد المعارضين تحت شرعية محاربة الإرهاب.

في هذه الأجواء الموبوءة بكل مقاييس الوباء أغلقت أمريكا وبريطانيا سفارتيهما في صنعاء، وأعلنت لندن وواشنطن اتفاقهما على تشكيل وتمويل قوات شرطة يمنية لمكافحة ‘الإرهاب’!! اسوة بمشروع دايتون في الضفة الغربية في فلسطين، فهل نعتبر القيادة السياسية في صنعاء سلطة صورية كما هي سلطة رام الله والقائد وهو الجنرال بترايوس كنظيره دايتون في رام الله؟ ان ذلك في تقديري إعداد لتورط بريطاني أمريكي في اليمن بحجة مساعدة الحكومة اليمنية. وفي هذا السياق تابعنا مسألة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (لاحظوا تركيبة الاسم) ومحاولته تفجير طائرة أمريكية عشية عيد الميلاد على المحيط الأطلسي، قبل كل شيء لا بد من إدانة وتجريم كل من يعرض للخطر او التخويف مؤسسات النقل العام (طيران مدني، وبواخر، وقطارات، وما في حكمها) ولا يجب التهاون معه.

في هذا الإطار رحت أتابع هذه المسألة فوجدت كغيري معلومات متناثرة سببت لي واعتقد سببت لغيري من الناس حيرة. تقول المعلومات ان عمر ليس سويا وان أهله ابلغوا السلطات في نيجيريا بوضع ابنهم، وان الإدارة الأمريكية عندها علم بحركات الشاب، فكيف حصل على تأشيرة دخول إلى أمريكا؟ وكيف خرج من مطارات نيجيريا؟ لنفترض انه نفذ بوسيط متنفذ، فكيف يفلت من مطار أمستردام الدولي؟ زادنا في الإرباك والحيرة أن عمر كان طالبا في بريطانيا وكان محل شبهة، ثم قيل لنا انه كان في باكستان، وعند اشتداد النزاع المسلح في اليمن قيل لنا انه كان في اليمن وتلقى تدريبا في معسكرات القاعدة وانه دخل اليمن مرتين واحدة منها كانت لتعلم اللغة العربية، بالأمس الرئيس الأمريكي يتهم القاعدة في اليمن بتجهيز وتدريب الشاب عمر الفاروق وان أمريكا في حالة حرب ضد ‘القاعدة’.

(2)

ما يزيدنا حيرة اننا نعلم أن تنظيم القاعدة تنظيم سري للغاية متشعب الخلايا لكننا فوجئنا بالتلفزيون اليمني يعرض على الملأ صورا لبعض قادة القاعدة في اليمن وجنودهم وهم في مظهر مسلح ووجوههم واضحة، وعقب ذلك إعلان حكومة الدنمارك أنها ألقت القبض على شاب صومالي إرهابي ينتمي لـ’القاعدة’ أراد اغتيال رسام الكاريكاتير المسيء لنبينا محمد عليه السلام، لحق بذلك إعلان حكومة بغداد المدعومة أمريكيا بان حزب البعث يقوم بنقل عناصر من القاعدة من اليمن إلى العراق لإلحاق الضرر بحكومة المالكي الطائفية. وتمطرنا وسائل الإعلام العربية بشكل يومي أنها اعتقلت أو أعدمت قائدا بارزا من قادة القاعدة، أوليس لهم نهاية هؤلاء القادة؟!

آخر القول: لم نسمع من محامي عمر الفاروق أو الشاب الصومالي في الدنمارك أي معلومة تثبت ما قيل لنا عبر وسائل الإعلام، وكل معلوماتنا من طرف واحد، فهل نلغي عقولنا وقدراتنا على التحليل والاستنتاج ونصدق ما نسمع فقط؟!

تعديل الخبر

كلمة المرور :

عدد التعليقات الكلي لهذا الخبر : 0 -= أضف تعليقك =-

About this publication