Clinton’s Lies

Edited by Jessica Boesl

<--

«أكاذيب» كلينتون؟!



الأحد, 21 فبراير 2010

د. عبد العزيز الصويغ

اتهم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بنشر «أكاذيب» حول إيران خلال جولتها في الخليج، وأكد خامنئي ان «أمريكا التي حوّلت الخليج.. إلى مخزن أسلحة لنهب أموال دول المنطقة، أرسلت الآن مجدداً عميلتها بوصفها بائعاً متجولاً إلى الخليج، لنشــر أكاذيب باطــلة ضد إيران، لكن أحداً لا يصــدق تلك الأكاذيب لأنهم يدركون أن أمريكا هي دولة الحرب الحقيقية وان الإدارة الأمريكية لا تفكر سوى بمصالحها، وتحاول من اجل ذلك انتهاك حقوق شعوب المنطقة».

وأنا لن أنساق وراء كلام مرشد الجمهورية الإيرانية بأن السيدة كلينتون «تكذب» وأعتقد شخصياً بأنها فقط «تتجمل» لأن سياسة واشنطن في المنطقة من الصعب الحديث عنها أو تبريرها دون إضفاء كثير من المساحيق على وجهها واختيار كلمات لا تصدم الشارع العربي والخليجي؟! فرغم تمسك الإدارة الأمريكية – على سبيل المثال – بعدم شرعية إقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة وهو أمر إيجابي يحسب لحكومة باراك اوباما، إلا أن هذا الموقف يظل نظرياً لا نرى تفعيلاً له على أرض الواقع العملي فلا ضغوط ولا جزاءات على إسرائيل بل انصياع كامل لكل رغباتها وتماهٍ تام مع كل سياساتها.

فإذا كان كل ما سبق يمكن أن يعتبر موقفا صادقاً لواشنطن فإننا نستطيع أن نقول بملء صوتنا أن كلينتون صادقة 100% وأن غيرها هو من يكذب. لكن الواقع العملي يؤيد ما قال به مرشد الجمهورية الإيرانية. فلقد كذبت واشنطن من قبل في تسويق الخطر العراقي على أمن الخليج وعلى الأمن العالمي عندما اتهمت النظام العراقي السابق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل

ونجحت في إقامة ما أسمته بالتحالف الدولي الذي قاد عملية التخلص من صدام حسين لتتحول العراق إلى دولة تسودها الفوضى والدمار ولتتوزع ثرواتها بين «القبائل» ولتنتهي عملياً بأن تتحول إلى «جمهورية موز» في الخليج.

نعم نحن نختلف مع إيران حول سياستها النووية من منطلق أنها تشكل خطراً على أمن الخليج. فمع التسليم لطهران بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية فإن من الصعب أن نترك لإيران الساحة للهيمنة على مقدراتنا دون أن يكون هناك تفاهم تام بين دول منطقة الخليج حول أبعاد التسلح النووي الإيراني والطموحات التي تحملها سياسة إيران النووية. لكن لا نتفق مع واشنطن من أن الخطر الإيراني هو الخطر الأساسي الذي له الأولوية، فإذا كانت إيران خطراً محتملاً فإن إسرائيل خطر قائم تعاني منه الدول العربية منذ أكثر من ستين عاماً. وإذا كان هناك احتمال بأن إيران تسعى لكي تصبح قوة نووية في المنطقة فإن لدى إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي. لذا فإن هناك شكوكاً قوية لدى القيادات الخليجية ناهيك عن الناس في الخليج من الأهداف الحقيقية لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية. وإذا كنا لا نكذبها.. فإننا أيضاً لا يمكن أن نصدقها حتى لو تجملت؟!

About this publication