In Anticipation of War!

<--

تعتقد دوائر رسمية عربية أنه لن يمر العام الحالي إلا وتكون الحرب قد اندلعت في المنطقة مجدداً،‮ ‬ولن يمر هذا الشهر إلا وتكون إيران قد تعرضت لمجموعة عقوبات جديدة،‮ ‬هذا الاعتقاد يستند إلي بعض الشواهد مثل التحركات للقوات والقطع البحرية الامريكية والتابعة للأطلنطي في منطقتنا والاعلان عن نشر صواريخ مضادة للصواريخ في أربع دول عربية خليجية،‮ ‬ثم التهديدات الإسرائيلية بالحرب التي طالت أولا لبنان ثم ثانيا سوريا‮.‬

وتري هذه الدوائر الرسمية أن تحرك هذه القوات مكلف ولا يمكن أن تتحمله الدولة صاحبة هذه القوات لفترات طويلة،‮ ‬ولذلك هو يأتي في إطار الاستعداد لشن الحرب،‮ ‬كما أن نشر الصواريخ المضادة للصواريخ هو استعداد مبكر لرد الفعل‮ ‬الايراني المتوقع اذا ما تعرضت منشآتها النووية لضربة عسكرية،‮ ‬أما التهديدات الاسرائيلية للبنان وسوريا فهي تستهدف اخافتهما من أن مساندتهما لإيران في الحرب القادمة سيكون لها ثمن كبير‮.‬

ولا تستبعد هذه الدوائر العربية أن تكون كل هذه التحركات والاعلانات والتهديدات تستهدف ممارسة ضغوط قوية علي إيران حتي تقبل بمشروع إعادة تخصيب اليورانيوم الذي تملكه في الخارج،‮ ‬وهو ما دفع الإيرانيين للإعلان علي لسان الرئيس أحمدي نجاد القبول بهذا المشروع مع حق إيران بتحديد كمية اليورانيوم الذي ستخرجه لاعادة التخصيب،‮ ‬لكن هذه الدوائر العربية لاتستبعد أن يكون ثمة استعداد أمريكي وغربي للحرب إذا ما لم تحقق الضغوط هدفها،‮ ‬وظلت ايران تراوغ‮ ‬في إخراج ما لديها من يورانيوم لاعادة تخصيبه في الخارج،‮ ‬مثلما فعلت علي مدار الشهور السابقة‮.‬

هذه الدوائر تعتقد أن الادارة الامريكية قد تضطر رغم تورط واشنطن في حرب أفغانستان إلي الدخول في حرب جديدة مع اقتراب انتخابات الكونجرس وليس هناك أفضل من الحرب‮ ‬ضد عدو خارجي لتحظي الادارة الديمقراطية بتأييد أكبر من الامريكيين يمكن أن يستثمره حزبها في هذه الانتخابات‮.‬

أما إذا أنصتت الادارة الامريكية لصوت العقل وأصوات المعارضين للحرب سواء داخل أمريكا أو داخل المنطقة من اندلاع حرب جديدة،‮ ‬فإنهم يستبعدون أن تحاكيها الحكومة الاسرائيلية التي قد تغامر بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية يكون من بين أهدافها توريط واشنطن في حرب جديدة بالمنطقة ستجعلها‮ ‬غير مكترثة أو مهتمة بتحرك جاد لاقامة الدولة الفلسطينية‮.. ‬أي أن الحرب ـ كما تعتقد هذه الدوائر ـ قادمة سواء كانت برضاء وموافقة أمريكا أو بغير رضاها لأن الإسرائيليين يخشون البرنامج النووي الإيراني بدرجة كبيرة،‮ ‬فضلا عن أن الحرب ستحقق للإسرائيليين فوائد عديدة تتمثل في إلقاء أمريكا القضية الفلسطينية وراء ظهرها،‮ ‬كما أنهم يدركون أن أمريكا لن تترك أمن إسرائيل يتعرض لأي خطر،‮ ‬ولن تسكت علي تعرضها لضربات إيرانية أو لضربات تأتيها من لبنان ومن حماس ومن حتي سوريا‮.‬

ولذلك تري هذه الدوائر العربية الرسمية أن جهداً‮ ‬عربيا كبيراً‮ ‬يجب أن يبذل من أجل منع هذه الحرب التي يتم الاستعداد لها،‮ ‬لأنها إذا وقعت سوف يدفع ثمنها الأكبر العرب وليس الإيرانيين أو الاسرائيليين الذين ستنشب الحرب بينهما أو حتي الامريكيين الذين قد‮ ‬يتورطون فيها،‮ ‬فإذا نشبت هذه الحرب ستكون الاراضي العربية سواء في الخليج أو لبنان أو‮ ‬غزة مسرحا لها،‮ ‬كما أن المنطقة ستكون طاردة للاستثمار والسياحة مما سيهدد اقتصادياتها التي لم تتخلص بعد من آثار أزمة اقتصادية عالمية عاتية وكبيرة،‮ ‬وكل حرب شهدتها المنطقة من دفع فاتورتها هم العرب وحتي الآن لم يتم إعادة بناء لا جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لعاصمته بيروت،‮ ‬ولا‮ ‬غزة،‮ ‬ولا العراق،‮ ‬فضلا عن أن الحرب تصطحب معها دائما الارهاب الذي يجد في جوها مناخا ملائما لأن ينمو ويترعرع وينتشر في ربوع المنطقة التي تنشب فيها هذه الحرب‮.‬

وتري هذه الدوائر العربية الرسمية أن هذا الجهد العربي لمنع الحرب وحماية المنطقة منها يجب أن يتجه في وقت واحد تجاه أمريكا وإيران‮.. ‬أمريكا لتمضي أكثر في سبيل الحوار والمفاوضات لحل مشكلة الملف النووي الايراني‮.. ‬وإيران لكي تغير من أسلوبها في إدارة هذا الملف،‮ ‬ولتقبل بمشروع إعادة تخصيب اليورانيوم في الخارج لسد ذرائع الحرب لدي الغرب،‮ ‬ولكن السؤال‮: ‬هل العرب قادرون علي القيام بهذا الجهد المطلوب لمنع الحرب؟‮.. ‬أم إنهم‮ ‬غير قادرين وربما‮ ‬غير مقتنعين بأنها قادمة؟‮.. ‬

About this publication