Haiti’s Children and the Hopes of Mrs. Clinton

<--

هاييتي.. ضحية الزلزال.. ضحية الفقر والتخلف… هاييتي الصغيرة تظهر مرة أخرى عجزهم.. قبل الزلزال وبعده.. عجز الرأسمالية عن معالجة مشكلات البشرية.

طبعاً لا أتجه لإنكار أي جهد بُذل – صغُر أم كبُر – لرفع الآلام عن هذه الدولة المنكوبة. لكن هاييتي تقول أكثر من حكاية.. الزلزال يكشف أكثر من سلوك رأسمالي كارثي.‏

أتراهم «الرأسماليون» راودتهم أحلام أخرى وهم يتجهون للمساهمة في إنقاذ المنكوبين؟!‏

أنا أستبعد لسببين:‏

– الموت هو الموت.. وأمام دولة تحتضر لا يمكن أن يتخيل العقل البشري من يفكر باختلاس أشلاء أبنائها أو من نجا منهم.‏

– هم بالأصل لم يتركوا فيها رمقاً.. فعمّ يبحثون في هذا المحيط الذي لا يشي إلا بالكارثة.‏

دوائر كثيرة قريبة وبعيدة عن الغرب أشارت إلى سلوك غير طبيعي رافق الاندفاع للإنقاذ.. طبعاً هذا لا ينفي الاستجابة السريعة للولايات المتحدة التي وصلت مساعداتها أولاً ومعها قواتها المسلحة!!.‏

لكن.. مع المساعدات والاستجابة السريعة والقوات المسلحة، شهدت الدولة المنكوبة فوق كارثتها كوارث نهب.. قتل.. سرقة.. اغتصاب.. وما زالت تئن تحت مخالب الموت والدمار يومياً.. لتقدم للعالم أكبر مثال على عجز الرأسمالية.‏

إن ما جرى ويجري في هاييتي يشكل بياناً فعلياً عن الواقع الدولي.. لو أنفق لإنقاذ هذه الدولة الصغيرة جزء يسير مما أنفقوه لتدمير العراق وتخريبه..أو على حرب النجوم..أو على غزو أفغانستان.. لأنقذوها.. طبعاً الآن لا معنى لهذا الكلام.. لكن.. نطرح سؤالاً:‏

أين الإمكانية الدولية للإنقاذ..؟!‏

هذا يأتي بعد السؤال عن الوضع البنيوي الاجتماعي والاقتصادي للعديد من دول العالم الذي يهدد بعدم قدرتها على تحمّل كارثة طبيعية من هذا النوع..أو أقل منها.. وما مسؤولية النظام العالمي عن هذا وذاك؟!.‏

ما مسؤوليته عن عذاب لا يتصوره عقل تعيشه افغانستان؟!.‏

ما مسؤوليتهم عمّا يتحدى باكستان..؟!‏

ما مسؤوليتهم عن الفقر والتخلف في العالم..؟!‏

ما مسؤوليتهم عما يجري اليوم في هاييتي؟!‏

تأمل السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون المكلف بأعمال الإغاثة بـ «إيجاد حل لعشرة أميركيين» ضُبطوا متلبسين باختطاف ثلاثين طفلاً من هاييتي للاتجار بهم ويواجهون القضاء الهاييتي؟!‏

أرأيتم أين يُزرع الأمل؟‏

لا آمال تتعلق بالأطفال الثلاثين.. بتجارة الأطفال والبشر عموماً.. والأعضاء البشرية «التي تمارسها إسرائيل ودائماً في غزة وفي هاييتي أيضاً» لا آمال حول ذلك كله.‏

فقط تأمل أهم وزير خارجية لأهم دولة في العالم.. الزعيم المطلق للرأسمالية العالمية.. بإيجاد حل للمجرمين العشرة خاطفي الأطفال..!‏

إنها سياسة الهيمنة التي يبدو كل شيء تجاه أهدافها صغيراً ولا يستحق جهداً.‏

بل هي لا تجد غضاضة في حماية الجاني.‏

المشغولون بتوزيع السلاح في أوروبا وآسيا والخليج العربي تبدو لهم قضية أطفال هاييتي مجرد حالة تطلب حلاً للمتهمين الأميركيين.‏

ما الذي يجري..؟!‏

إذا كانوا يفترضون أن الاشتراكية خسرت جولتها في العالم.. فهل من الضرورة أن تسقط معها الأخلاق الدولية.؟.؟!‏

حتى متى تتحمل شعوب العالم كل هذه الآلام..؟!‏

About this publication