What Have We Gained from the Axis of Evil Philosophy?

<--

ماذا جنينا من فلسفة «محور الشر»؟

وفيق السامرائي

انقضت ولاية بوش الثانية ومعها عام كامل من ولاية الرئيس باراك اوباما على إطلاق مصطلح «دول محور الشر». ومنذ البداية، خالفنا الفكرة في مقال نشرته «القبس». وبمراجعة سريعة يتضح حجم الفشل في التعامل مع الدول المعنية. وكان خطأ استراتيجياً أن تشمل سوريا بهذا التصور لاعتبارات كثيرة. فنقاط الالتقاء السوري بأي من الدولتين الأخريين- إيران وكوريا- تبقى هامشية، إذا ما قيست بنقاط الارتباط المصيري بالأمة العربية. وكان على إدارة بوش العمل على إصلاح العلاقة مع دمشق بدل توتيرها، وهو ما يحصل الآن في ظل إدارة أوباما، سبقه تحسن كبير في العلاقات السعودية السورية.

كوريا الشمالية تمكنت من خلال المناورة من تصنيع سلاح نووي حتى أصبح أمراً واقعاً، ولم يعد احد يعرف كم قنبلة أصبحت لديها. وإيران قطعت شوطاً- لا يزال رأيي ثابتاً بأنها قد صنعتها. وما يعزز هذا الرأي البيانات المتلاحقة عن حصول تطور سريع في مجال تخصيب اليوارنيوم، وهي(البيانات) ليست إلا مقدمات لكشف مستور خطير لا يريدون كشفه دفعة واحدة.

ولم تتمكن الولايات المتحدة من زحزحة إيران عن مواقفها بوصة واحدة، في كل الملفات وليس في الملف النووي فقط. وهذا لا يعود الى قدرة سحرية للقيادة الإيرانية بقدر ما يعود الى فشل الاستراتيجيات السابقة للولايات المتحدة، وربما الحالية أيضاً.

كان على إدارة بوش التعامل بحزم تجاه التدخلات الإيرانية في العراق، فنجاحها هناك لا يقل عن تأثير تصنيعها سلاحاً نووياً. فالسلاح النووي يعتبر وسيلة ردع أكثر مما هو سلاح قابل للاستخدام. وأخطر ما فيه إنه يدفع القوى المارقة أياً كانت، للتمادي في نياتها وبرامجها التوسعية، لأن قرار الرد عليها يصبح أكثر تعقيداً.

اول أمس قررت إيران مقاطعة شركات الطيران التي تستخدم تسمية الخليج العربي، فلماذا لم تتخذ هذا الموقف قبل عام أو عشرة.. ألا يعني هذا القرار شعور القيادة الإيرانية بالقوة أكثر من اللازم؟ وألا ينبغي ربط هذا الشعور بما توصلت إليه نووياً؟

خلال عام كامل من ولاية أوباما بقيت يده ممدودة الى إيران ولم يقابل برد فعل ايجابي. بل على العكس فقد فُهم مد اليد علامة ضعف، وهكذا أدارت القيادات الإيرانية ظهرها للمطالب الغربية وصمت أذانها، حتى إن مناوراتها السياسية والتفاوضية كانت شكلية لغرض كسب الوقت لا أكثر، وقد كسبته فعلاً.

على أميركا إذاً إعادة النظر بسياساتها السابقة، وعدم اتخاذ المواقف وتحديد المفاهيم بالجملة فلكل حالة خصوصياتها، ولا ينبغي زج اسم دولة عربية مع دولة من غير المنظومة العربية.

About this publication