Washington’s Promises

<--

تعهدات واشنطن

الأحد مارس 7 2010 – حديث القدس

قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الموثوقة عادة ان الادارة الاميركية بعثت رسالة تطمينات الى القيادة الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية تعهدت فيها بالاعلان عن الطرف الذي سيفشل المفاوضات غير المباشرة التي تبنتها المجموعة العربية، بالاضافة الى المواقف الاخرى المعروفة حول الدولة والحدود والمستوطنات وغير ذلك.

ويبدو ان هذه الرسالة قد ساهمت في تبني القرار العربي باستئناف المفاوضات ، وقد جاءت ردا على تساؤلات فلسطينية كثيرة ايضا، وتقول المصادر ان الادارة الاميركية تعهدت بالتعامل بجدية في رعاية المفاوضات وتقديم مقترحاتها الخاصة للتوفيق بين المواقف المتضاربة.

وقد بدأ مبعوثون اميركيون في الوصول الى المنطقة وبينهم الموفد جورج ميتشل ونائب الرئيس جو بايدن وهم قادمون وسط ثقة متجددة وتوقعات باستئناف المفاوضات وتحديد مكانها ومستواها، خلال ايام وللحقيقة فان المواطنين بصورة عامة لا يعولون كثيرا على هذه الزيارات والمفاوضات القادمة لاسباب منطقية وواقعية .

لقد تعهد الرئيس اوباما ورفع سقف التوقعات عاليا، الا انه عاد وتراجع عن كل ما التزم به بوعوده ولا نرى اي معطيات جديدة قد تجعل التطمينات او التعهدات الاميركية اكثر مصداقية في هذه المرحلة، وقد يكون العكس صحيحا، لان الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتانياهو ودعم غالبية المتطرفين من المستوطنين وغيرهم، تواصل اتخاذ اجراءات استفزازية قد تفجر المفاوضات هذه حتى قبل استئنافها بشكل جدي، مثل اقتحام المسجد الاقصى والمصادمات التي حدثت في ساحات الحرم القدسي الشريف ومحيط الحرم الابراهيمي في الخليل .

وقد يكون السادس عشر من هذا الشهر اي بعد نحو اسبوع من اليوم حاسما ومصيريا وفي ما يتعلق بالوضع بالقدس ومساعي التهويد التي لا تتوقف حيث اعتبرت جهات اسرائيلية متدينة هذا اليوم موعدا لتدشين اكبر كنيس في القدس القديمة والحرم القدسي، مما سيفجر بالتأكيد كل مساعي التفاوض غير المباشر او مهما يكن اسمه.

ان المطلوب خطوات اميركية جادة وعملية يلمس نتائجها المواطنون لكي تستعيد واشنطن المصداقية المفقودة. هناك بيوت مهددة بالهدم في سلوان وبيوت مصادرة في الشيخ جراح وغير ذلك من المواقع، واستيطان مستمر وتهويد لا يتوقف فهل تستطيع واشنطن وقف اي من هذه الممارسات حيث يقتنع الناس انها جادة في تطميناتها وتعهداتها .

الانتخابات العراقية.. خطوة الى الامام رغم كل التناقضات

تبدأ في العراق اليوم اول انتخابات منذ عشرات السنين، ولا سيما بعد الاحتلال الدولي بقيادة اميركا ، وقد رافق ويرافق هذه الانتخابات انتقادات ومعارضة وخلافات وتبادل للاتهامات وتفجيرات دامية وتهديدات متواصلة.

وبعد اعلان النتائج لن يكون الكل راضيا ولن تستقر الاوضاع في بلاد الرافدين بالضرورة، ومع ان هذه الانتخابات تعتبر خطوة الى الامام يجب الا تتوقف كما يجب ان يلتزم الجميع بنتائجها، لان فيها الامل الوحيد في الخروج من دوامة التوتر وعدم الاستقرار، ويجب ان تكون مقدمة لتلافي الاخطاء في الانتخابات القادمة.

لقد عانى العراق كثيرا وما يزال، ومع اقتراب انسحاب معظم القوات الاميركية والحليفة لها، فان المسؤولية الوطنية تستدعي الالتزام بالانتخابات ونتائجها وتطويرها، فلا بديل لذلك ابدا.

ونأمل ان يخرج العراق اكثر قوة وموحدا وقادرا على تجاوز المحنة التي يعاني منها .

About this publication