شاهد عيان-الاوسكار.. اخيرا
ثبت بما لايقبل الشك بعد الان ان جوائز الاكاديمية الاميركية للسينما المعروفة بالاوسكار انما هي جوائز سياسية ليبرالية تماما بفكرتها العنصرية على نحو خاص وخاص جدا بعد ان ذهبت حصة الاسد من الاوسكارات هذا العام الى فيلم ” خزانة الالم ” والذي يحكي يوميات ثلاثة من جنود الاحتلال الاميركي في العراق ومعاناتهم ” البطولية ” هناك، ناسيا معاناة البلد المحتل وشعبه والموت الذي جاء به الاحتلال واقام فيه وما يزال. خمسة اوسكارات لخزانة الالم الاميركي المصطنع، خمسة اوسكارت لخطاب الاحتلال ومعاناة جنوده فيما فيلم افاتار لا يحظى بغير ثلاث جوائز للتقنيات فقط لأنه ببساطة فيلم للمقاومة والخطاب المناهض للاحتلال وللعنجهية والغطرسة العسكرية الاميركية، فيلم مناهض لجرافات الاحتلال التي تريد اقتلاع جذور الناس من ارضهم لتسهل السيطرة عليها واستغلال ثرواتها الطبيعية.
أنا شخصيا وبعد ان شاهدت فيلم افاتار توقعت ان لايحصل على اي من جوائز الاكاديمية الاميركية خاصة بعد ان قرأت ولا اعرف اين بالضبط ان اسرائيل لم يعجبها الفيلم وانها احتجت عليه خلف الكواليس وخارجها….!! من الصعب عقد مقارنة بين أفاتار وخزانة الالم فهذا الاخير اعتبر في شباك التذاكر فيلما فاشلا اذ لم تبلغ ايرادته اكثر من ستة عشر مليون دولار بينما حصد الافاتار اكثر من مليارين ونصف المليار دولار حتى الان وفي الوقت الذي يتحدث فيه” خزانة الالم “عن ثلاثة جنود محتلين يروي الافاتار حكاية امة بكاملها تدافع عن ارضها ضد الاحتلال فكان لابد من معاقبته حتى بما اعطي من جوائز حين سميت انها لتقنياته فقط. اتذكر هنا فيلم سيد الخاتم الذي حكمته وانتجته الفكرة العنصرية القبيحة انه فاز بتسعة جوائز اوسكار وكان الحديث عن تقنياته حديثا قارب التقديس والتعظيم لأن الفليلم وظفها في خدمة الفكرة العنصرية التي لاترى في الجنوب غير كائنات شريرة ووحوش بشعة، والفيلم كما تذكرون كان عن صراع الشمال والجنوب صراع ” محور الخير” ضد ” محور الشر ” وهي الفكرة التي عبر عنها الرئيس الاميركي جورج بوش بمنتهى الوضوح في حربه ضد العراق واحتلاله لهذا البلد الذي يبعد آلاف الاميال عن الولايات المتحدة وفقط من اجل السيطرة على اباره النفطية. اخيرا اقول لن نصدق بعد الان نزاهة الاختيارات الاوسكارية، انها اختيارات عنصرية معادية لخطاب المقاومة والشعوب المضطهدة، انها اختيارات سياسية ودعائية وعنصرية لا علاقة لها بالفن واعماله الابداعية، اما فيلم أفاتار يكفيه محبة الناس واعجابهم وهذا هو اوسكاره العظيم الذي لن يناله ابدا فيلم الاحتلال ” خزانة الالم “.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.