American Comments Made With No Shame!

<--

عادل عبد الرحمن

________________________________________نبض الحياة -عيب يا اميركا…!

في الوقت الذي تتجه فيه الانظار لزيارة نائب الرئيس الاميركي بايدن بشيء من الامل لعل وعسى أن يكون لديه خطوة إلى الامام في دفع العملية السياسية التي حالت دولة الابرتهايد الاسرائيلية دون تحقيق أي تقدم ملحوظ عليها. وفي الوقت الذي يتواجد فيه السيناتور جورج ميتشل في فلسطين التاريخية للشروع بالمفاوضات غير المباشرة، قامت الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة بالسماح ببناء (112) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “بيتار عليت” القريبة من مدينة بيت لحم، وبدل أن يتفضل ممثلو الادارة الاميركية : الخارجية والبيت الابيض بتوجيه اللوم للحكومة الاسرائيلية على انتهاكها لمرجعيات التسوية السياسية وخاصة البند الاول من خطة خارطة الطريق، يبادر الناطق باسم الخارجية الاميركية بالاعلان ردا على الاستنكار الفلسطيني للخطوة الاسرائيلية، ان ما قامت به إسرائيل بالاعلان عن بناء (112) وحدة استيطانية لا يعتبر منافيا لما تم الاتفاق عليه. أي لا يعتبر متناقضا مع عملية التسوية السياسية!؟ كيف؟ وعلى أي أساس يمكن للمتحدث باسم الخارجية التجرؤ بالاعلان عن هكذا موقف يتناقض ليس فقط مع مرجعيات التسوية وخاصة خطة خارطة الطريق، بل يتناقض مع ما صرح به أركان الادارة الاميركية الحالية بدءا من الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس بايدن ورئيس مجلس الامن القومي جونز والسيناتور جورج ميتشل المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط.

والسؤال الذي يعود لطرح نفسه، هل يمكن لهذه السياسة العرجاء والكسيحة للادارة الاميركية ان تكون وسيطا نزيها ومقبولا ومنطقيا بمعايير الحد الادنى؟ وأين المصلحة الاميركية في تبرع المتحدث باسم وزارة الخارجية بالادلاء بمثل هذا التصريح؟ أين هي الحكمة الاميركية في ذلك؟ على فرض أن الادارة الاميركية متواطئة مع إسرائيل (وهي كذلك فعلا) لماذا لم يصمت الناطقون الرسميون عن الخروقات الاسرائيلية؟ لماذا يتبرعون بالادلاء بتصريحات إعلامية منافية لابسط معايير عملية التسوية السياسية، لان مستوطنة “بيتار عليت” وكل المستوطنات التي اقيمت على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 غير شرعية ولا يوجد في القانون الدولي ولا في غيره من المواثيق والاعراف ما يجيز ذلك إلا في قانون الغاب؟ لماذا لا يراعي الاميركيون مشاعر القيادة والشعب العربي الفلسطيني والقيادات العربية بالحد الادنى؟ أليس للعرب مشاعر واحاسيس؟ أليس لكم مصالح في بلادنا؟ منذ ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية وبعد ان وسعتم نطاق ” المنطقة الكبرى”، أي منطقة المصالح الاميركية والمنطقة العربية وثرواتها مدرجة كجزء منها. وحرصكم على ربيبتكم الدولة الاسرائيلية لا يلغي من القاموس الاميركي لبس القفاز لمجاملة العرب فقط لا غير!

دون تطير، ودون إنكار لدور الولايات المتحدة في العملية السياسية في المنطقة، وليس أي دور بل الدور المركزي والاساس لما تتمتع به من نفوذ وهيمنة على النطاق العالمي، غير أن الاعلان الاميركي فيه خروج عن المنطق والمعقول، او بتعبير اكثر وضوحا في الموقف الاميركي وقاحة وفجور سياسي لا يليق بمكانتها ودورها. وعليها (أميركا) ألا تنسى نفسها إذا شاءت ان تحافظ على دورها كوسيط، وعلى مصالحها الحيوية في المنطقة.

ما صرح به الناطق باسم الخارجية الاميركية معيب حقا بحق السياسة الاميركية. كان الاجدر ان تؤنب الادارة الاميركية الحكومة الاسرائيلية، وأن تضغط عليها من تحت الطاولة ومن فوقها للجم نزعاتها العدوانية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني ومصالحه الحيوية. على الادارة الاميركية أن تفكر جيدا قبل الادلاء بأي تصريح حتى لا تضيف إلى سجلها غير الايجابي في الاوساط الفلسطينية والعربية والاسلامية نقاطا سلبية جديدة أكثر مما هو موجود، لاسيما وان الرئيس الاميركي سيرعى بعد شهر ونصف الشهر من الان مؤتمر “تعزيز الشراكة” مع المسلمين وجلهم من العرب.

About this publication