Why the Outrageous Behavior?

<--

لماذا هذا المسلك المشين؟ * مازن حماد

ما زالت الطريقة التي قابلت بها اسرائيل جو بايدن نائب الرئيس الامريكي باراك اوباما تحير المراقبين والمحللين ، اذ ان تلك الطريقة تشكل استثناء للمبدأ القائل ان السياسة تتعلق بالمصالح ، وكما تقول صحيفة “الغارديان” اللندنية ، فان من النادر ان تؤذي الدول نفسها بأيديها كما فعلت اسرائيل.

وبدلا من ان تحتضن حكومة نتنياهو نائب اوباما ، صفعته واختارت يوم زيارته لاسرائيل ، للاعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية ومثّل هذا التصرف اهانة في الوجه لادارة امريكية طلبت من اسرائيل تجميد جميع النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة عام ,1967

لا غرابة اذن ان يشتعل اوباما غضبا وان يمضي ساعة ونصف الساعة على الهاتف مع بايدن للاتفاق معه على صيغة تنديد شديدة لاسرائيل.

الصحافة الاسرائيلية من جانبها امتلأت بتفسيرات متضاربة للمسلك الاسرائيلي السيىء ، ومن هذه التفسيرات ان نتنياهو تصرق بغباء وانه لم يكن على علم بان لجنة تخطيط من وزارة الداخلية على وشك الاعلان عن الخطوات الاستيطانية ، ومنها ان رئيس الحكومة الاسرائيلية يرى فائدة من تحدي الولايات المتحدة ووضع الدبابيس في عيونها ، وكما قال معلق اسرائيلي فان التفسيرين غير مقنعين ، حيث يبدو المرء كمن يختار بين وباء الكوليرا ووباء الطاعون.

يقول المنطق ان الضرر الذي اصاب اسرائيل كبير ، حيث انه لا يجوز اهانة حليفك الاوثق خاصة عندما يكون هذا الحليف هو الدولة الاعظم ذات التأثير الفريد على المنطقة فمن الوقاحة وعدم المسؤولية ان تهين اهم صديق لاسرائيل وهو جو بايدن الذي يفاخر بانه صهيوني.

والاهم من ذلك كله ان التصرف الاسرائيلي ، المشين ، جاء في وقت كانت واشنطن تستعد فيه لاطلاق مفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين هدفها اقامة دولة لهم الى جانب اسرائيل ، وهو هدف يحظى بإجماع دولي ويصب في مصلحة الدولة العبرية قبل ان يصب في مصلحة الفلسطينيين.

في الوقت نفسه يرى الكثير من العرب والفلسطينيين ان خطوات الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات في الشرق الاوسط جاءت متأخرة ، ولكن يجب عدم السماح لاسرائيل بالافلات من المساءلة ، وكما يقول بول سالم من معهد “كارنيغي” للسلام الدولي ، فانه يجب عدم اتاحة الفرصة لاسرائيل بتخريب الخطة الامريكية.

وينظر ايضا الى ما حدث على انه تجربة مذلة لادارة اوباما ولبايدن شخصيا كما يقول اسامة صفا من المركز اللبناني للدراسات السياسية لصحيفة “الهيرالد تريبيون” فما اقدمت عليه حكومة نتنياهو حركة متعمدة ومدروسة هدفها اضافة المذلة الى الضرر وتمرير رسالة مفادها ان الاسرائيليين وليس الامريكيون هم الذين يمسكون بالخيوط.

Date : 15-03-2010

About this publication