Obama the Victor, Sarkozy the Defeated, and Berlusconi the Fluctuating

<--

قبس دولي

أوباما المنتصر وساركوزي المنهزم وبرلوسكوني المتأرجح

كتب نبيل حاوي :

الرئيس أوباما بعد انتصار تاريخي على خصومه الجمهوريين يعلن ان الشعب الأميركي قادر على تحمل التحديات الجسام.

الرئيس ساركوزي يبادر بعد الهزيمة التاريخية امام الاشتراكيين الى اجراء تعديل حكومي تحت ضغط الحاجة الى التقاط الانفاس.

الرئيس برلوسكوني واجه خصومه المتظاهرين بمسيرة شعبية معاكسة اكد فيها ان الشعب الايطالي لديه من الهموم الكبيرة ما تجعله غير متأثر بالاتهامات حول الفضائح الرئاسية.

في واشنطن يدرك الرئيس المنتصر ان امامه مصاعب جمة قد تلوح في الافق اذا انتصر الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، وفي كل حال، فالنص المعدل الذي اقره مجلس النواب للتأمين الصحي يأخذ في الاعتبار بعض مطالب الجمهوريين، ومنها حذف المساعدات الصحية لعمليات الاجهاض.

في باريس يدرك الرئيس المنهزم ان هناك استحقاقا رئاسيا في عام 2012، وان الاشتراكيين يحاولون النهوض من آثار انقساماتهم وتعزيز قدرات زعيمة الحزب مارتين اوبري.

في روما يعرف الرئيس المحاصر بالانتقادات الشخصية والعامة ان عليه الاصغاء للرأي العام ومخاوفه، قبل اي انتكاسة مستقبلية.

الازمة الاقتصادية وتفاعلاتها قد تكون احد القواسم المشتركة بين احداث أميركا وبعض دول أوروبا، ولا سيما اليونان، والجناح اليميني في الحزب الديموقراطي الأميركي قد يكون اكثر حماسة من الجمهوريين في رفض اية اجراءات يعتبرونها {اشتراكية} ومنها تأمين رعاية صحية لملايين الأميركيين المحرومين منها، في حين ان نسبة كبيرة من «جمهور المرشح باراك أوباما» تصر عليه بألا يتخلى عن شعار التخفيف من قبضة ما يسميه البعض بالليبرالية المفرطة في تحكمها بمصائر الناس.

في فرنسا قد يكون العكس هو الصحيح، واحزاب المعارضة تضرب على وتر التحفظات «الديغولية» في مساندة الفئات المتضررة من الازمات الاقتصادية والمعيشية، فيما اليمين المتطرف يطالب بمزيد من الرفض حتى لمطالب موظفي شركات الطيران.

والآن فالسؤال المطروح هو ما اذا كانت الازمات الداخلية في هذه أو تلك من الدول الغربية الكبرى ستقيد ايدي القادة وتشل الجهود الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لحل ازمات تمتد من الشرق الاوسط وايران الى اقاصي آسيا، ام اذا كان تعزيز دور الرئيس أوباما في «الداخل الأميركي» سيعزز دوره في الخارج؟ وهذا ألمحت اليه بشكل أو بآخر الوزيرة كلينتون، لكن من السابق لأوانه تقديم اجوبة مسبقة على التساؤلات.

د. نبيل حاوي

About this publication