أمريكا وإسرائيل .. والمواجهة القادمة * مازن حماد
يعمل اهم لوبي اسرائيلي في الولايات المتحدة على تعبئة اعضاء الكونغرس للغضط على البيت الابيض فيما يتعلق بمواجهته العلنية مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ، وتقول صحيفة “الغارديان” اللندنية ان اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة “ايباك” اقنعت اكثر من ثلاثة ارباع اعضاء مجلس النواب بتوقيع رسالة تدعو الى انهاء الانتقاد العلني لاسرائيل وتحث الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الدولة العبرية.
وتعترف الرسالة التي يتداولها الكونغرس منذ اسبوع بانه ستكون هناك خلافات بين امريكا واسرائيل ، لكن هذه الخلافات يجب ألاّ تكون علنية ، وان يتم حلها بهدوء وسرية وثقة متبادلة خاصة وان مضايقات اوباما لنتنياهو محرجة لرئيس الحكومة الاسرائيلية الذي يتهم في الداخل بانه يدمر اهم علاقة لاسرائيل مع حليفها الامريكي.
وتصف رسالة الايباك انتقادات اوباما للحكومة الاسرائيلية بأنها مثيرة للقلق الشديد وتطالب الادارة باتخاذ خطوات فورية لاخماد التوتر مع اسرائيل.
ومع ان منظمة الايباك تؤثر سياسة الولايات المتحدة تجاه اسرائيل منذ سنوات طويلة من خلال الضغط على اعضاء الكونغرس الذين ينتقدون اسرائيل فان فعالية هذه المنظمة لم تعد كالسابق ، ويقول روبرت مولي المساعد السابق للرئيس بيل كلينتون ان قرار الادارة تحويل الخلاف حول الاستيطان الى مواجهة ، يعكس تصميم البيت الابيض على المضي قدما في هذه المواجهة خاصة وان هذه القضية تعكس الاحباط المتراكم وعدم الثقة بحكومة نتنياهو مما يعزز الرأي القائل بان العلاقة الامريكية المستقبلية مع اسرائيل تتجه نحو الصدام.
ويقول مصدر تستشيره الادارة الامريكية حول السياسة تجاه اسرائيل ان اختبار اوباما استهداف نتنياهو يعني انه لا يستطيع التراجع والا فقد مصداقيته لدى اسرائيل والعالم العربي ايضا ولا شك في ان نتنياهو مخطىء اذا ظن انه قطف الثمار التي يريدها عندما اذل الرئيس الامريكي ورفض تجميد الاستيطان.
ويبدو ان رئيس الحكومة الاسرائيلية قد احس بثقة زائدة منحته الشعور بالقدرة على تجاوز اوباما من خلال اعتماده على دعم قوي لاسرائيل داخل الكونغرس ولكن رغم تمكن ايباك من ايصال رسالتها فقد بقي زعماء الكونغرس صامتين حول جوهر النزاع ، ويعود موقفهم جزئيا الى قلة الحماس للاستيطان اليهودي ، وفضلا عن ذلك فقد لعب البيت الابيض بورقة قوية عندما قال ان تشدد نتنياهو يعرض للخطر مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وحياة الجنود الامريكيين في العراق وافغانستان.
ويضيف مولي انه مندهش لمحدودية رد الفعل الصادر عن الكونغرس حتى الآن ، واذا استطاعت الادارة تصوير القضية على انها تتعلق بالمصلحة الوطنية للولايات المتحدة فان ذلك سيقلل من فعالية الكونغرس.
يبقى القول انه من السابق لأوانه معرفة ما اذا كان باراك اوباما جاهزا لمواجهة الكونغرس بشأن الاستيطان الاسرائيلي فمثل هذه المواجهة هي التي ستحسم الامر اذا كانت ادارة اوباما عازمة بالفعل على المضي في تحدي اسرائيل حتى النهاية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.