Between the American Administration and the Israeli Government

<--

بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية * عبدالمجيد جرادات

يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ، أن حالة التوتر التي نشأت مؤخرا بين حكومته والادارة الأميركية ، لن تؤثر على “عمق العلاقات الاستراتيجية بين اسرائيل والولايات المتحدة”. فهل هو متيقن من ذلك ، وكيف سيكون المستقبل في ظل هذه التطورات؟.

على المدى المنظور ، فان الحكومة الاسرائيلية أمام امتحانين ، الأول ، أن الرأي العام الأميركي ، بدأ يدرك أن اسرائيل تتجاهل الأعراف الدولية ، وفيما اذا استمرت بممارسة القهر والتضييق على الشعب الفلسطيني والتوسع في بناء المستوطنات على أراضيه المحتلة ، فهذا يعني أن (نتنياهو) بطريقه لتوجيه السياسة الأميركية وفقا لمصالح الكيان الصهيوني: الامتحان الثاني ، أن تقرير جولدستون ، الذي كشف فضائح الجيش الاسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة ، يمر بمراحله الأخيرة ، واستنادا لمفهوم القانون الدولي ، فان المفروض هو أن مجلس الأمن سيتبنى فرض عقوبات حادة بحق اسرائيل.

المعروف أن نتنياهو ، طلب أثناء زيارته الأخيرة الى واشنطن من الرئيس أوباما ، اعطاءه دورا عسكريا في المنطقة ، متذرعا باحتمالات الخطر النووي الايراني على اسرائيل ، لكن من الواضح أن القرارات الأميركية ، باتت تتبلور على ضوء ارادة الناخب الأميركي ، والذي دعم الرئيس الحالي ، حتى يتمكن من اعادة “ترميم” صورة الولايات المتحدة في المنطقة ، بعد أن تسبب الرئيس السابق “جورج بوش الابن” بتشويهها في حربه التدميرية على العراق وتورطه في المشهد القائم حاليا في أفغانستان ، الى جانب تحيّزه المطلق لاسرائيل.

ما هو موقف الادارة الأميركية ، اذا لم تتوقف الحفريات حول المسجد الأقصى والمشاريع الاستيطانية الاسرائيلية في أراضي القدس الشرقية؟ الانطباع السائد هو أن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ، سوف ينشط لتقريب وجهات النظر ، وبالكيفية التي تقلل من مبدأ التأثير على اسرائيل ، لكن هذه الفرضية تبدو غير واردة ، ذلك لأن الرئيس أوباما لم يصل للبيت الأبيض بدعم اليهود ، وفيما اذا قرر “الانحناء” أمام رغبات اسرائيل ، فسوف يخسر مقومات قوته ، وهذا ما ينعكس سلبا على طبيعة مهمته.

بين اصلاح ما دمرته الحرب على العراق ، وتطورات الأوضاع الميدانية في أفغانستان ، تكمن الحسابات الاستراتيجية ، وفي التقديرات العملية ، فان استنزاف مقدرات الشعوب يمهد الى ما هو أفدح من اعلان الفوز في مواجهات غير متكافئة ، وبناء على مخرجات الأحداث ، فان النوايا والأفعال الاسرائيلية ترتكز في مجملها على الميل التلقائي لاختلاق الفتن ، ولحسن الحظ أن دافعي الضرائب في المجتمع الأميركي يعرفون أن أموالهم التي تذهب الى اسرائيل ، لا تستخدم في الارتقاء بعيش اليهود ، لكنها توظف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ، ومن هنا تبدو المرحلة المقبلة مليئة بالمفاجآت ، حيث يحرص الرئيس أوباما على مصالح ناخبيه ومستقبل علاقاتهم مع دول المنطقة ، في حين أن نتنياهو يحاول تمرير قرارات تنسجم مع مصالح اسرائيل دون غيرها.

About this publication