Nuclear Terror!

<--

إرهاب نووي!

كتب عبد القادر شهيب 13 أبريل 2010

مواجهة خطر وصول السلاح النووي إلي جماعات إرهابية هو الهدف الأول والأخير لقمة الأمن النووي التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتختتم أعمالها اليوم.. واشنطن تري أن وصول السلاح النووي إلي جماعات إرهابية يمثل خطراً وتهديداً للأمن العالمي.. ولذلك سعت للحصول علي تعهدات من قادة السبعة والأربعين دولة المشاركين في القمة بمنع حدوث ذلك.

وبالتأكيد واشنطن محقة في رؤيتها لهذا الخطر، لأن وصول السلاح النووي إلي أيدي إرهابيين سيهدد كثيرا كل دول العالم كبيرها وصغيرها، فالجماعات الإرهابية لا تملك روح المسئولية مثلما تتملكها الدول.. وإذا كانت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية استخدمت السلاح النووي ضد اليابان لتجربته فإنه ليس من المستبعد أن تستخدم الجماعات الإرهابية السلاح النووي ضد أهداف معينة تراها معادية أو تستحق أن تقضي عليها بأي وسيلة وبأي سلاح تملكه.

لكن السبيل الوحيد لحماية العالم من هذا الخطر -خطر وصول السلاح النووي إلي أيدي إرهابيين- هو إخلاء العالم من هذا السلاح، وإذا كان ذلك متعذرا الآن في ظل امتلاك العديد من القوي الكبري لترسانات هائلة من السلاح النووي، فليكن الاهتمام والتركيز علي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذا السلاح النووي.

فهذه المنطقة هي التي ولدت فيها تلك الجماعات الإرهابية التي تؤرق العالم الآن وتهدد أمنه.. وهذه الجماعات تستخدم مواقع شتي في منطقة الشرق الأوسط كملاذ آمن، وأيضاً قواعد انطلاق للقيام بأعمالها الإرهابية في شتي أنحاء العالم.

كما أن هذه المنطقة مرشحة لأن تشهد سباقا لامتلاك أسلحة نووية بسبب امتلاك إسرائيل لترسانة من هذه الأسلحة جعلتها تصنف كسادس دولة نووية في العالم من حيث حجم السلاح النووي الذي تملكه، وأيضاً بسبب رغبة الإيرانيين في امتلاك المعرفة والتكنولوجيا الخاصة بصناعة السلاح النووي، وهذا قد يجعل دولا أخري في المنطقة تفكر بشكل جاد في امتلاك أسلحة نووية حتي لا تظل عارية نوويا في مواجهة كل من إسرائيل الآن وإيران فيما بعد.

الأحري إذن أن تهتم أمريكا بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي لا أن تبذل جهودا لتفادي مناقشة هذا الموضوع في القمة النووية.

الأحري أن تأخذ أمريكا بجدية الدعوة المصرية القديمة والمستمرة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وأي سلاح آخر من أسلحة الدمار الشامل.

لا يكفي أن تهتم أمريكا فقط بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، أو مجرد امتلاكها المعرفة والتكنولوجيا الخاصة بصناعته، وفي ذات الوقت تغض البصر عن الترسانة النووية لإسرائيل، ولتدع أمريكا جانبا تلك التبريرات السخفية التي تشير إلي أن إسرائيل ديمقراطية وإيران غير ذلك ووجود السلاح النووي في يد دولة ديمقراطية لا يشكل خطراً، أليست أمريكا كانت ديمقراطية حينما ضربت نجازاكي وهيروشيما بالقنابل الذرية.

ضمان عدم وصول السلاح النووي للجماعات الإرهابية هو إخلاء منطقتنا من هذا السلاح .. تستوي في ذلك إيران وإسرائيل.

About this publication