Obama: Challenges and Threats

<--

أوباما والتحديات والتهديدات! * د. عايدة النجار

نشرت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية بتاريج 20 – 4 – 2010 ، مقالا ملفتا للسفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إنديك ، فيما يتعلق بسياسة امريكا في الشرق الاوسط .وبكل وضوح يشير الى عدم إرتياح الادارة الامريكية لمواصلة نتنياهو تحدي الولايات المتحدة . وهو يقترح على نتنياهو أن يختار :”إما تحدي الولايات المتحدة ، أو تحدي جناح اليمين في بلاده .”ووضح في المقال أنه فيما إذا إختار مع إدارته التي تعارض السلام تحدي أمريكا فسيكون”العقاب وخيما “. ولم يتبين نوع العقاب الوخيم الذي يهدد العلاقات الامريكية الاسرائيلية .

ويقرأ من هذه اللهجة”سياسة التهديد” التي أخذت تبدو واضحة في سياسة أوباما التي تختلف عن سياسة من سبقه من الرؤساء الذين لم تصل مخاطبتهم لإسرائيل حتى للتلميح بالعقاب . ففي إستعمال مصطلحات فيها نبرة الغضب يعني هذا أن إسرائيل تجاوزت حدودها مع وشنطن التي تحاول حفظ ماء الوجه أمام العالم الذي يصف العلاقة بين البلدين بالمتحيزة وأن إسرائيل هي”الولد المدلل”. وقد كانت كذلك وإلا لما ظلت تتحدى قرارات الشرعية الدولية ، ووقوف أمريكا لجانبها دوما .

وما جاء في المقال يعبر بشكل واضح عن سياسة الإدارة الامريكية . فقد حاول أوباما التعامل مع إسرائيل بسياسة الديبلوماسية الناعمة ، وبيّن بشكل صريح تصميمه لحل القضية الفلسطينية ، وباقامة الدولة الفلسطينية . حرصه هذا يأتي من حرصه على حل مشاكل الشرق الاوسط”المتفرعة”لايجاد أجواء تساهم في خدمة المصالح الامريكية . فاوباما يحاول تحييد الدول القوية في المنطقة وإن لم ينجح بها حتى الان كما مع سوريا ، أو” مد اليد لايران”، مقابل تنازلها عن برنامجها النووي السلمي ، والذي تراه أمريكا تحديا لها . وبأسلوب مبطن مرة وتهديد صريح تقوم أمريكا بالتهديد بضربات عسكرية . وكما هو متوقع فمثل هذه التهديدات تعود على المنطقة برمتها بالخراب ومزيد من الصراع ومزيد من تراجع للمصالح الامريكية .

أمريكا هذه المرة تتحدى إسرائيل بتكرار المحاولة لردع نتنياهو ووزرائه الرافضين للسلام ولكن مع الأسف بنفس الأسلوب الفاشل وهو بعودة إرسال ميتشل للجلوس مع نتنياهو وإعادة نفس الطلب وهو” تجميد المستوطنات”وإن حاولت أيضا شطب هذا الطلب لبدء المفاوضات المشروطة أو غير المشروطة مع الفلسطينيين وبالتناقض في الاقوال .

وبتحدي إسرائيل لأوباما فإنها تعكر عليه التفرغ لاحتواء من تراهم خطرا على المصالح الامريكية في المنطقة وبتحريض من إسرائيل المتواصل .

تهديدات أوباما وتحدياته لأطراف مختلفة في المنطقة ، تزيد من تعقيد حل القضية الفلسطينية التي تعتبر” أم المشاكل”. ولا بد أن تنظم هذه التحديات في إستراتيجيات واضحة كونها تتصارع مع بعضْ ولا تتكامل . فالتحدي الامريكي والاسرائيلي يبدو واضحا بين أمريكا والابن المدلل والذي يتمسك بعناده برفض السلام من أجل كسب الوقت الى ما نهاية . ويبدو التحدي أيضا واضحا بين أمريكا ودول المنطقة المصممة على التخلص من الهيمنة الامريكية على منطقة الشرق الاوسط . أما التحديات العربية فلا خطط لها فهي لا زالت متفرقة لا تستطيع توظيف العلاقة”المتدهورة”كما يبدو بين أمريكا وإسرائيل وتضارب المصالح بينهما والتي تزيد الامر سوءا . إسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا بعد أن كانت كنزا . ولعل مواصلة تصلب أمريكا ضد هذا التصلب الإسرائيلي الكرتوني يحتاج الى “فرض” تسوية عادلة تحافظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية : يفسح مجالا للتعامل بشكل أكثر عقلانية مع دول وشعوب المنطقة”الغارقة”في بحور من عدم الأمان والتطلع للسلام الدائم . ،

About this publication