America Stands Up to Israel

<--

NOTE: Original language text transferred by Mary Lee

«لوبي» أميركي في إسرائيل مقابل «إيباك»

الأربعاء أبريل 14 2010 – مصطفى زين

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متحمساً لقمة الأمن النووي في واشنطن، إلا أنه قرر في اللحظة الأخيرة الغياب عنها، والحجة أن الإدارة الأميركية قد تقف إلى جانب دول عربية وإسلامية ستطرح الموضوع النووي الإسرائيلي.

هل هذا صحيح؟ هل وصل الخلاف بين الطرفين إلى هذه الحدود؟ هل أصبحت إسرائيل تتردد أو تخاف مواجهة العرب، وفي حضور راعيها الأميركي؟

أوساط نتانياهو تتهم واشنطن بتنظيم حملة لإضعافه والتخلص منه. حملة، قال مقربون منه، عدّتها سياسيون وصحافيون ورجال أعمال هدفها تأليب الرأي العام ضده فهو يهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية معاً. فمحادثات السلام، على ما ترى واشنطن، وتحقيق تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، ستقنع المزيد من الدول العربية بالانفتاح على اسرائيل وتساهم في إبعاد سورية عن إيران، وبتشكيل جبهة من الجميع في مواجهة طموحاتها النووية وغير النووية.

ويشرح أميركيون مؤيدون لاسرائيل هذا التصور الأميركي الذي يعتبره إسرائيليون ساذجاً، فيقولون إن دولاً عربية عدة أبدت استعدادها للسير في هذه الخطة، دليلهم إلى ذلك صمود الاتفاق المصري – الإسرائيلي، والأردني – الإسرائيلي، على رغم كل العراقيل التي وضعت أمامهما، والحروب التي شنتها اسرائيل على لبنان والفلسطينيين، وضغوط الرأي العام التي تعرضت لها الدولتان، وعلى رغم مزايدة دول إسلامية غير عربية، مثل إيران وتركيا، في قضيتي غزة والقدس.

ويضيف هؤلاء أن إسرائيل ترى في الحكم الإسلامي الإيراني تهديداً وجودياً لكنها لا تساعد واشنطن ولا تساعد نفسها لإزالة هذا الخطر بالطرق السياسية والديبلوماسية، وتفضل الحلول العسكرية التي اعتادت عليها، فهي لم تستوعب حتى الآن أن الحروب ليست حلاً، بل تعقد الأمور أكثر وتتيح للأعداء تشكيل جبهة لا يستهان بها، أثبتت جدواها خلال حرب لبنان.

في حين أن الإدارة الأميركية الحالية استوعبت الدروس من الحروب التي شنتها الإدارة السابقة منفردة أو بالتعاون مع دول . وهي تفضل التعاون الدولي وتسعى إليه جاهدة، وعلى وشك إقناع روسيا والصين بتبني عقوبات قاسية تساهم في إسقاط النظام الإيراني. وترى أن ضرب إيران سيعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط ويعرقل سحب القوات من العراق ويعقّد الحرب في أفغانستان، فضلاً عن أن الدول العربية وغير العربية في المنطقة تنصح بعدم ضرب ايران، ليس حباً بالنظام الإسلامي، بل لأن هذه الدول ستكون الأكثر تضرراً مادياً ومعنوياً، وليس ما يضمن لها عدم اندلاع فتنة أهلية تعمم الفوضى وعدم الاستقرار وتصب في مصلحة المتطرفين.

في إسرائيل، تبدو رؤية نتانياهو وحكومته مختلفة تماماً، إن لم نقل متعارضة مع الرؤية الأميركية. ما زال اليمين الحاكم يحلم ويخطط للحروب. بالنسبة إليه، القوة وحدها أجبرت وتجبر العرب على التنازل. يهودية الدولة والمجتمع تحصّن إسرائيل، لذا لا تنازل في المستوطنات ولا في «العاصمة الأبدية».

نتانياهو يستعد للتصعيد، معتمداً على علاقاته داخل أميركا سلاحاً في المواجهة. ومناوئوه يخشون قطع شريان الحياة عن دولتهم. للمرة الأولى تستخدم الولايات المتحدة نفوذها في إسرائيل لمواجهة حكومتها، ومواجهة «إيباك» في الداخل. تسيبي ليفني اعتبرت «الحكومة كلها شر»، مؤكدة أنها لن تشارك وحزبها فيها حتى تغير سياستها.

الخلاف بين واشنطن وتل أبيب على أسلوب حماية المصالح الإسرائيلية والأميركية وليس على مشروعية هذه المصالح. أما نحن فكأننا نشاهد عرضاً مسرحياً لا يهمنا كيف ينتهي.

About this publication