An American Bribe for the Palestinian Authority

<--

رشوة امريكية للسلطة الفلسطينية

رأي القدس

5/14/2010

لا نعرف ما اذا كانت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية امريكية قد بدأت فعلا مثلما كان مقررا لها، ام انها متعثرة.. فما يجري حاليا هو حالة من الغموض، او فلنقل من التعتيم حول هذه المسألة بالذات.

الدكتور صائب عريقات رئيس ملف المفاوضات قال في الاسبوع الماضي، واثناء تواجد السناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي، ان هذه المفاوضات تتم حاليا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الوسيط الامريكي.

هناك من يقول بان هذه السلطة لا تملك اي خيار آخر غير الاستمرار في المفاوضات وتجنب اغضاب الولايات المتحدة، والتركيز على فضح السياسات الاسرائيلية الاستيطانية امام العالم بأسره.

نفهم هذا الطرح لو ان العودة الى المفاوضات ستؤدي الى احترام ابرز شروط بناء الثقة فيها، اي تجميد الاستيطان، ولكن اذا كان الطرف الاسرائيلي لا يريد ذلك، ومستمرا في مخططاته فمن الافضل الانسحاب من كل هذه الدائرة التفاوضية المفرغة.

المشكلة ان السلطة ورجالاتها باتوا جميعا اسرى المساعدات المالية الامريكية التي يحرصون على استمرارها، حتى لو جاء هذا الاستمرار على حساب الثوابت الوطنية، وربما لم يكن من قبيل الصدفة ان تعلن واشنطن عن رصد نصف مليار دولار مساعدات لها، اي للسلطة، في تزامن مع اعلان اسرائيلي آخر عن مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة.

اسرائيل تنعم بالامن كليا هذه الايام، وباستثناء بعض الاحتجاجات المدنية في نعلين وبعلين في الضفة، وبعض المحاولات المحدودة على حدود قطاع غزة للتحرش بالدوريات الاسرائيلية، فان الامور تسير على ما يرام. فالعمليات الاستشهادية توقفت، وكذلك الصواريخ، ولكن الحصار لم يتوقف في المقابل، وما زالت اوضاع مليوني فلسطيني في قطاع غزة تتراجع من سيئ الى اسوأ.

بالامس كشفت الحكومة الاسرائيلية عن مخطط جديد لبناء 12 الف وحدة سكنية في احدى مستوطنات مدينة القدس المحتلة، واكتفى الدكتور عريقات بالقول بان السلطة ستحكم على الواقع من خلال ما يجري على الارض.

المنطق يقول ان هذه المفاوضات يجب ان تتوقف اذا كانت قد بدأت فعلا، وان لا يتم البدء فيها اذا كانت لم تبدأ، فالوقت حان لكي تتخذ السلطة موقفا صلبا في مواجهة هذا الاستفزاز الاسرائيلي المتعمد.

واذا تأملنا هذين المطلبين نجد انهما يتطابقان مع المطالب الاسرائيلية في الاساس، بالابتعاد عن مناقشة ملف الاستيطان او القضايا الاخرى المتعلقة بالحل النهائي مثل القدس واللاجئين، مما يعني اطلاق يد الحكومة الاسرائيلية في مواصلة مشاريعها الاستيطانية وفي القدس المحتلة خاصة دون اي عوائق.

فمن الغريب ان يحتل الامن اولوية في هذه المفاوضات غير المباشرة، لانه لا يوجد في الوقت الراهن ما يعكر صفو الامن الاسرائيلي، والمستوطنين بالذات، بسبب نجاح قوات الامن الاسرائيلية في منع اي عمليات فدائية انطلاقا من اراضي الضفة الغربية المحتلة، واقدامها على اعتقال جميع النشطاء التابعين لفصائل المقاومة، وخاصة حركتي ‘حماس’ و’الجهاد الاسلامي’.

بعد ايام معدودة من هذا الاعلان كشفت جماعة ‘السلام الآن’ الاسرائيلية عن اقدام الحكومة الاسرائيلية على بناء وحدات سكنية في منطقة باب العمود في القدس المحتلة، واعلن بنيامين نتنياهو ان المدينة المقدسة ستظل عاصمة ابدية موحدة للدولة العبرية.

الرئيس الامريكي باراك اوباما اتصل بالسيد عباس هاتفيا طالبا منه المضي قدما في المفاوضات وعدم الالتفات الى ‘الاستفزازات’ الصغيرة، مطالبا بالتركيز على القضيتين الرئيسيتين في هذه المفاوضات وهما الحدود والامن.

About this publication