The Credibility of America and Europe Is at Stake Again

<--

مصداقية أميركا وأوروبا على المحك مجددا!!

الأحد يونيو 20 2010 – حديث القدس

أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أمس بأن من حقها استخدام كافة الوسائل لمنع سفينة مساعدات لبنانية من الوصول إلى شواطىء قطاع غزة في الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لما ارتكبته إسرائيل في عرض البحر ضد «أسطول الحرية» وفي الوقت الذي تطالب فيه دول العالم إسرائيل برفع الحصار الجائر الذي تفرضه على قطاع غزة بما في ذلك مطالبة البرلمان الألماني لإسرائيل امس بالسماح بوصول مساعدات الإغاثة البحرية إلى غزة علما أن ألمانيا غالبا ما تتخذ مواقف مؤيدة لإسرائيل.

هذا يعني ان إسرائيل تستخف بالعالم اجمع وبالشرعية الدولية وبالضمير الإنساني وتقول علانية أنها مستعدة لتكرار ما ارتكبته ضد أسطول الحرية متسترة وراء ذرائع زائفة كشف العالم حقيقتها كالقول بأن منظمي سفن الإغاثة من «مؤيدي الإرهاب» أو ان قطاع غزة يخضع لسلطة إرهابية على حد زعمها.

والغريب ان إسرائيل التي أعلنت قبل سنوات انتهاء احتلالها لقطاع غزة تؤكد بحصارها الظالم وبمنعها وصول المساعدات الإنسانية للقطاع ان قطاع غزة لا زال محتلا وما دام الأمر كذلك فيجب ان تتحمل إسرائيل مسؤولية احتلالها حسب القانون الدولي فلا يعقل ان تتمتع إسرائيل بمجرد إعلان عن إنهاء الاحتلال وفي نفس الوقت تواصل عمليا هذا الاحتلال وترفض تحمل المسؤوليات التي يفرضها القانون الدولي بل وتتسبب بذلك في سقوط الضحايا المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء بسبب حصارها وتداعياتها من نقص أدوية وأغذية ومعدات طبية وحظر سفر المرضى للعلاج بالخارج.

والسؤال الذي يطرح بهذا الشأن كيف لإسرائيل ان تدعي لنفسها الحق في ممارسة القرصنة في المياه الدولية وكيف لها ان تدعي الحق في منع سفن الإغاثة من الوصول إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة الذي تدعي أنها أنهت احتلاله؟

وبالفعل فان ما قالته متحدثة الشؤون الخارجية باسم حزب الخضر الألماني امس دقيق وصحيح عندما أعلنت ان الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة هو حصار للأمم المتحدة وهو ما لا يمكن قبوله. بل ان هذا الحصار يستهدف الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي.

وإزاء كل ذلك ما الذي ستفعله الأمم المتحدة دفاعا عن الشرعية الدولية التي تتحداها إسرائيل وتنتهكها بفظاظة؟ وما الذي سيفعله قادة أميركا وأوروبا الذين طالما تحدثوا باسم الشرعية الدولية عندما هاجموا العراق عسكريا لاحتلاله الكويت ثم عندما احتلوا العراق بعد تداعيات هجمات الحادي عشر من أيلول والذين طالما تحدثوا باسم الشرعية عندما دعوا القيادة الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل بل ان واشنطن رفضت الحوار مع منظمة التحرير في حينه قبل قبولها بالقرار ٢٤٢ واستعدادها للاعتراف بإسرائيل؟

الآن فان مصداقية أميركا وأوروبا والأمم المتحدة على المحك وأمام الاختبار أمام الأمتين العربية والإسلامية بعد هذا التحدي الإسرائيلي السافر للقانون الدولي وللشرعية الدولية وبعد أن أعلنت إسرائيل للعالم اجمع أنها تريد إبقاء مليون ونصف مليون فلسطيني رهائن تحت حصارها الظالم الذي يجبي يوميا المزيد من الضحايا.

فلا يعقل ان يقبل أي عربي او مسلم من أميركا وأوروبا الآن اقل من إلزام إسرائيل برفع حصارها الظالم ولا أمل من إلزامها باحترام القانون الدولي ومنعها من التعرض للمدنيين ولنشطاء السلام في عرض البحر ومنعها من ممارسة أعمال القرصنة في عمق المياه الدولية.

وسيبدو من قبيل النفاق والرياء والازدواجية وتشجيع العدوان أي موقف أميركي أو أوروبي يسعى لاسترضاء إسرائيل والاتفاق معها على حلول وسط او تخفيف جزئي للحصار الظالم فإسرائيل يجب ان ترفع الحصار ويجب ان تتحمل مسؤولية الضحايا المدنيين الذين سقطوا بفعله كما يجب ان تتحمل مسؤولية ضحايا قرصنتها البحرية في المياه الدولية.

About this publication