In Peace Negotiations, Israel Claims Progress but Feigns Commitment

<--

اسرائيل تستقبل ميتشيل بمزيد من الانتهاكات وتعميق الكراهية

الخميس يوليو 15 2010 – حديث القدس

ارتفعت في الاسابيع الاخيرة النغمة الاسرائيلية الامريكية المطالبة بالانتقال من مفاوضات القرب او التقريب الى التفاوض المباشر، وتعالت تصريحات تتحدث عن «تقدم ما» في المحادثات تستدعي هذا الانتقال، وكان الرد الفلسطيني الرسمي المعلن واضحاً، وهو عدم وجود اي تقدم ولا سيما في قضيتي الحدود والامن، ولهذا تنتفي الحاجة الى المفاوضات المباشرة.

ولقد قيل لنا ان المبعوث الامريكي جورج ميتشيل قادم الينا لتمهيد الطريق واقناع الفلسطينيين بالقبول بالتطورات والمطالب الجديدة، وقد استبقت اسرائيل جولته الجديدة هذه بمزيد من الانتهاكات التي لا تدل سوى على غياب اي تقدم وغياب النية الحقيقية لدى حكومة نتانياهو بتقديم مستحقات وشروط السلام العادل.

لقد هدمت السلطات الاسرائيلية عددا من المنازل في القدس وغيرها، واستأنفت الاستيطان بمئات الوحدات في المدينة المقدسة وصادرت المزيد من الاراضي في الضفة الغربية، وامعنت في سياسة التهجير والابعاد، وعادت الى قصف غزة في اكثر من موقع مما ادى الى استشهاد واصابة عدد من المواطنين، وكرر قادتها ان القدس خارج التفاوض، وتجمهر عشرات المتطرفين اليهود عند ابواب القدس القديمة مطالبين السماح لهم بدخول الحرم القدسي دائما وفي كل وقت وفي كل عدد يريدون، وبعد هذا يتحدثون عن تقدم وعن استعداد كاذب لتقديم ثمن السلام بينما هم في الواقع يمارسون كل ما هو عكس ذلك.

ان اسرائيل ورئيس وزرائها يعتمدان كليا على سياسة القوة العسكرية والسياسية الدولية والدبلوماسية المؤثرة رسميا على مستوى دوائر صنع القرار، وينسون حقائق لا يمكن لأي عاقل او من يتصرف باستراتيجية العقل والمستقبل، ان يتجاهلها.

ان حل الدولتين ليس مصلحة فلسطينية فقط، وانما هو مصلحة اسرائيلية اساسية ايضا، وهو مصلحة امريكية كما يؤكد البيت الابيض، ولا يمكن ان تلقى اسرائيل القبول في الشرق الاوسط، وان تحيا باستقرار في هذه المنطقة إلا بالسلام وحل الدولتين، ولا يمكن للقوة ان تستمر الى الابد ولا يمكن للامة العربية ان تظل ضعيفة مستضعفة للابد، ولا سيما ان اسرائيل تدفع المنطقة كلها بما في ذلك العرب الذين يقيمون معها علاقات رسمية او غير رسمية، نحو الازمة الداخلية ومراجعة الحسابات وهي تعزز في ممارساتها وانتهاكاتها المتواصلة دوافع وعوامل الكراهية، وتجعل من الصعب ان تجد عربيا واحدا او مسلما واحدا يعتقد بصدق نواياها السلمية او برغبتها فعلا في تحقيق التسوية المنشودة، وبهذا تصبح اسرائيل عدو نفسها على المدى المتوسط والبعيد وان احست بغير ذلك في الحاضر والمدى القريب.

About this publication