خطوة أميركية.. رمزية!
تغيير تسميّة مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في كل من واشنطن وباريس لتقترب من صورة السفارة التي ترفع العلم، ويقدم رئيس المكتب باسم السفير أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي.. هو تغيير رمزي جيد. لكنه لا يغير الكثير من واقع الكارثة الفلسطينية:
-فلماذا لا يتم كسر الاستعصاء الحالي في المفاوضات، بإعلان الدولة الفلسطينية من مجلس الأمن بحدود عام 1967، وترك التفاوض المباشر بين زعماء الدولة الجديدة، وزعماء إسرائيل على التفاصيل. كتعديلات الحدود، ووضع اللاجئين، وتبادل الإجراءات الأمنية للطرفين؟؟.
-ولماذا لا تتحرك الدول العربية لوضع برنامج تنموي للضفة الغربية وغزة، تعيد إلى الفلسطيني المكسور القلب والخاطر ثقته بكيانه الوطني، وبإنتمائه العربي؟!. فالوضع الحالي هو إعطاء إسرائيل وقواها العنصرية المتعجرفة فرص الفتك بالشعب الفلسطيني وعزله داخل حدوده بين غزة والضفة وعزله عن جواره في الأردن ومصر!!.
عام 1988، أعلن عرفات من الجزائر، وقد كنا شهود ذلك الحفل المجيد، دولة فلسطين. واعترف بها مائة وخمس دول. فماذا جرى بعد ذلك؟! وأين المائة وخمس دول الآن؟!. ولماذا لا تجدد اعترافها بقرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟ .. تماماً كقرار التقسيم عام 1947؟.
الاقتراب الأميركي الحذر من الدولة الفلسطينية والاقتراب الشجاع الفرنسي، هو مجاملة للتعصب العنصري الصهيوني. وإذا كان في واشنطن من يعتقد أن تراجع أوباما كان تكتيكياً، وأن نتنياهو قد يتخلص من التطرف الحزبي.. فهو واهم فكلما تراجع أوباما زاد صلف الجماعات الدينية المحافظة في أميركا، وصلف الجماعات الصهيونية داخل إسرائيل.
والآن لا تريد تل أبيب ضم الضفة الغربية وغزة لأنها تريد دولة يهود. لكنها بالمقابل مُصرّة على إبقاء الاحتلال وقضم الأرض الفلسطينية. وهذه معادلة لن يقبلها الفلسطينيون والعرب والعالم!!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.