Obama’s Cloak

<--

عباءة أوباما * رمزي الغزوي

الرسالة التي بعث بها طارق عزيز وزير خارجية عراق ما قبل الاحتلال ، إلى الرئيس الأمريكي باراك

أوباما ، قبل أيام ، يرجوه فيها ألا يسحب قواته من العراق ، ويتركه نهباً للذئاب ، صدمتني أيما صدمة ، ليس لأنها الرسالة الأولى ، التي ترشح من سجن عزيز المحكم ، بل لأني لم أعرف أي ذئاب قصد ويقصد؟،. هل تلك الذئاب التي انقضت على بلد آمن ، وعاثت فيه فساداً ودمارا ، وجعلته أسوأ مكان للعيش على كرتنا الأرضية ، حسب استطلاعات عالمية؟، ، أم قصد أؤلئك الذين استفادوا من إرجاع العراق إلى عصور الظلام؟،.

على جانب آخر ، مررت بخبر علمي ، يؤكد أن العلماء الأمريكيين على وشك صناعة عباءة تستطيع أن تخفي تحتها الأشياء: لتكون غير مرئية ، وكأنها غير موجودة ، وقد نجح النموذج المبدئي في جامعة ديوك في إخفاء أشياء عن الموجات القصيرة ، مما يدل على إمكانية تطوير هذه التقنية ، لحجب الأشياء عن الرؤية البصرية بشكل كامل متكامل ، فكل من يلبسها يختفي. (خوش عباية)،.

لا أعتقد أن أوباما سيستمع إلى رجاء طارق عزيز ، بل سيهرب في أقرب وقت ، ويترك العراق نهباً لذئاب وكلاب أخرى ، وقد يعمد إلى تكتيك عباءة الإخفاء ، ليداري هزيمة بلاده في العراق. ولكن سيبقى الرهان. هل تستطيع هذه العباءة ، مهما كانت محكمة الصنع والدقة ، أن تخفي فشل أكبر إمبراطوريات العالم في حربها الظالمة. هل يمكنهم أن يحجبوا عين الشمس؟،.

ما نراه كل يوم على شاشات التلفزة ، وما نحسه من دماء ساخنة على صفحات الشوارع ، بعد أكثر من سبع سنوات من هذه الغزو البربري ، على بلد آمن واحتلاله وجعله بؤرة موت ملغومة ، يجعلنا نسأل عن تلك الظلمات التي جاؤوا يخرجون منها العراقيين ، إلى بصيص النور. وأية ظلمات أكبر من هذا التقتيل ، الذي يعايشونه الآن،.

لو بقي بوش رئيساً ، وحانت حائنة الهزيمة من العراق ، فلربما كانت حكمته الراجحة وعبقريته الفذة ومخه النظيف ستدعوه إلى اتخاذ استراتيجية مغايرة. فهو لن يدثر العراق بعباءته ، بل سيعمد إلى تكوير نفسه في مكتبه ثم يدثر رأسه بعدة طبقات من العباءة العجيبة ، وعندها ستبقى غائبة عن باله كل الهزائم والدماء والآلام التي جرعها للعراق،،.

فبأية عباءة ستخرج يا أوباما ، من هزيمة العراق؟،. فمئة عاقل لا يخرجون حجراً رماه مجنون في بئر عميقة،،.

About this publication