بين حالة الشد والجذب، التي شهدتها قضية بناء مسجد قرب موقع حادثة 11 سبتمبر الإرهابية، يبدو أن الأمر لن يتوقف بانتصار المسلمين وبناء المسجد.
الأمر ليس مباراة يتم خوضها والخروج منها بتحقيق انتصار بفارق الأهداف. وجود المبنى سوف يكون مصدرا للتحريض وترويج الكراهية. ولا شك أن أي مبادرة تستهدف امتصاص هذا التوتر سوف تخفف من حالة الاحتقان والانقسام التي يشهدها المجتمع هناك.
إن تحويل المكان المزمع جعله مسجدا إلى حديقة مثلا يحمل رسالة أكثر قربا وملامسة للنفسيات التي لا تزال تحتفظ بجراح من ماض لم نصعنه نحن ولكن صنعه بعض الأشرار الذين ينتسبون إلى المسلمين. لقد أسرف هؤلاء في جناياتهم حتى تحولت تلك الجريمة إلى محرض لتيار الكراهية والمواقف العنصرية، وعلى الأجيال المسلمة في أمريكا أن تتحلى بالحد الأعلى من الهدوء وضبط النفس وهي قيم تشترك كل الأديان في التحفيز عليها.
إن وجود حديقة أو متحف تذكاري رسالة ذكية وحل عملي، وإذا كانت نفوس بعضهم وجدت في منارة مسجد عاملا يذكرها بأن مرتكبي أحداث 11 سبتمبر هم من المسلمين، فإن الأفضل عدم خوض التحدي. القانون سوف يساند المسلمين المطالبين ببناء المسجد، ولكن غض النظر عن بنائه في هذه البقعة بالذات ينطوي على مصالح عليا لمسلمي أمريكا، بدلا من أن يتحول إلى مركز من مراكز التوتر، ونقطة من النقاط التي قد تغدو هدفا لعمليات انتقامية من موتورين.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.