Obama’s Historic Speech at the United Nations

<--

الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك اوباما في الأمم المتحدة، ضمن الدورة العادية الحالية للمنظمة الدولية أقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه خطاب جريء، خصوصا وأنه يأتي أثناء مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، وفي مواجهة رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية المستمر لتمديد تجميد الاستيطان .

ولعل أهم ما في هذا الخطاب هو ترحيب اوباما بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة في دورتها المقبلة. ويعكس هذا الترحيب رؤية الرئيس اوباما للحل الدولتين الذي لم يتوقف عن طرحه ومحاولة تحقيق، منذ توليه منصبه مطلع العام ٢٠٠٩. كما ظل على إصراره وجديته خلال هذه الفترة ولم يتأثر بالمناورات الاسرائيلية المتعددة ومحاولات الالتفاف على مطالبه بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية عامة.

ومما يذكر للرئيس الأميركي أن من نتائج خطابه المعروف في القاهرة في حزيران من العام الماضي اضطرار ننياهو لاعلان قبوله بدولة فلسطينية بعد خطاب اوباما بحوالي شهر واحد، وإن كان وضع شروطا تعجيزية من المؤكد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يرفضونها وسوف تتجاوزها الأحداث.

في طاب اوباما الذي يرحب به الفلسطينيون ويعتبرونه استمرارا وتجسيدا لتوجهاته المؤيدة للسلام العادل دعوة جادة لاسرائيل وحكومتها بوقف الاستيطان ومواصلة عملية السلام بعيدا عن اسلوب المناورات والمراوغات، لأن السلام العادل وحده هو الذي يضمن الأمن لشعوب المنطقة وليس استمرار الاحتلال والاستيطان والتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

ومن المؤكد أن عنصر الجرأة في هذا الخطاب يتبين من خلال ثبات الرئيس الأميركي على مواقفه حتى رغم الظروف السياسية الداخلية في الولايات المتحدة وقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي في تشرين الثاني المقبل. وقد دلت التجربة التاريخية على أن الرؤساء الذين يبدون تمسكا بمواقفهم المتعلقة بالساسة الخارجية تكون فرصهم في الفوزفي الانتخابات أكبر من اولئك الذين يغيرون مواقفهم وفقا لاستطلاعات الرأي التي قد لا تكون ديقة في كثير من الأحيان.

والشعب الفلسطيني إذ يرحب بهذا الخطاب التاريخي الذي ألقاه اوباما، يأمل بأن يكون للخطاب تأثيره على صناع القرار في اسرائيل. فلم يعد في العالم من يقف وراء سياسات اسرائيل الاستيطانية، بل إن الولايات المتحدة الحليفة الاستراتيجية الوحيدة لاسرائيل غير راضية عن هذه السياسات. وهذا ما يتضح من مواقف الإدارة الأميركية الحالية، ومن خطاب الرئيس اوباما على وجه التحديد.

ويشارك الفلسطينيون الرئيس الأميركي في تفاؤله بقرب قيام الدولة الفلسطينية وإمكان انضمامها كدولة مستقلة إلى الأمم المتحدة في غضون عام واحد. والكرة الآن كما كانت دائما هي في الملعب الاسرائيلي. وعلى قادة اسرائيل استغلال هذه الفرصة السانحة لأن تضييعها ليس في مصلحة المنطقة كلها وليس بالتأكيد في مصلحة اسرائيل إذا كانت تريد الخروج من عزلتها الدولية والتعايش السلمي في المنطقة على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين والتخلي عن اسلوب القوة لصالح التفاهم والاستقرار والرخاء الذي ينشده الجميع.

About this publication