بوش يكذب والناس تموت
حدث وتعليق
الجمعة 12-11-2010م
عدنان علي
هذه عبارة أطلقتها بعض القوى المعارضة للحرب على العراق خلال حكم الرئيس الأميركي السابق السيئ الذكر جورج بوش.
وتستعيد هذه العبارة عافيتها هذه الأيام مع إصدار بوش مذكراته عن فترة حكمه المشؤومة والتي يخصص الجزء الأكبر منها للحديث عن حربه على العراق، والتي رفض الاعتذار عنها برغم سقوط كل المزاعم التي ساقها وفريقه المأفون لتسويغها.
بوش يواصل في مذكراته، كما في سنوات حكمه، مسيرة الكذب ويدعي أنه تفاجأ وصدم لعدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، متجاهلا كل المعطيات التي كانت تؤكد هذه الحقيقة بما فيها ما تسرب لاحقا عن تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي كلفت رسميا بفبركة «أدلّة» على امتلاك العراق اسلحة دمار شامل، وفق العرض المسرحي البائس الذي قدمه وزير الخارجية المتواري اليوم كولن باول، أمام مجلس الأمن حول تلك الأسلحة المزعومة، وهو العرض الذي أعلن باول لاحقا عن ندمه الشديد عليه.
بوش الذي لم يأت على ذكر كذبته الاخرى حول علاقة النظام العراقي السابق المزعومة مع تنظيم القاعدة والتي سيقت حينذاك كأحد مبررات الحرب، واجه تكذيبا فوريا من جانب المستشار الألماني السابق غيرهارد شريدور بشأن كذبة ثالثة أطلقها في مذكراته حول دعم شرويدر للحرب على العراق.
الكذبة الاهم التي جاءت في مذكرات بوش، نفيه أن تكون مصالح إسرائيل ونفط العراق هما الدافعين الحقيقيين لتلك الحرب، وهي الحقيقة التي أكدها مرارا نخبة من الساسة والمفكرين الأميركيين أبرزهم المفكران جون ميرشايمر و ستيفن والت، اللذان قالا إن حرب العراق «لم تكن لتحصل بالتأكيد لولا ضغط اللوبي الإسرائيلي».
بوش يواصل الكذب، بينما ملايين البشر في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من مناطق العالم سقطوا وما زالوا يسقطون نتيجة حروبه التي شنت تحت شعار محاربة الإرهاب، تلك الحروب التي لم يجد هذا القاتل سببا يدعوه للاعتذار عنها، أو الأسف لذوي ضحاياها،وهو أسف لو حصل، ما كان له قيمة على أي حال.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.