America and the Frankness of the Victorious

<--

قيل , ويقال : ان اميركا لم تنجح في نشاطاتها العولمية للف جميع نشاطات المجتمع البشري , وعلى رأسها النشاط الاقتصادي , وربطه بعجلة راس المال الأمريكي , مثلما نجحت في العراق . فالأمريكان اليوم يملكون القدرة الأكبر في التحكم بمصير العراق , وإعادة بنائه وتوجهاته , بعد ان حطمت الدولة الصدامية بجميع مؤسساتها , القمعية منها او الوطنية , بما فيها المتحف الوطني والمكتبة الوطنية , ولم تباشر بإعادة بناء الدولة البديلة بعد مضي سبع سنوات , وجعلت من العراق ساحة تصفية حسابات مع المنظمات الإرهابية وعلى رأسها ” القاعدة” , التي أنهكت في العراق وتم تصفية الكثير من قياداتها . لقد نجح الأمريكان بحصر القيادات السياسية العراقية في مساحة أجراء الانتخابات المبكرة – بدون فترة انتقال – , ودفع هذه القيادات في آتون صراع استلام السلطة التي لا تتعدى الجاه والنفوذ والغنائم المادية , سواء منها الرواتب ( الشرعية ) العالية , او تشريع السرقة , او التغليس عن الاختلاس ونشر الفساد . وضياع جميع هذه القيادات في البحث عن مكاسبها الشخصية تحت ذرائع الطائفية والقومية , ولم تستطع ان تلزم زمام السيادة والوطنية , وإعادة بناء أجهزة الدولة , لا بل تم نسيان كل ما له علاقة بالشعب والوطن . وهذا هو النجاح الأكبر بالنسبة للأمريكان .

الأمريكان يعملون براحتهم , , وبتدرج , سيكون من الصعب أو المستحيل الانعتاق من تبعيته , وهم لازالوا يضعون الطبقة السياسية العراقية في دوامة متاهة السلطة , ولا يهمهم ان يكون المسئول من هذا المكون او ذاك من هذا الحزب القومي او الآخر الطائفي , المهم باقون في قفص المتاهة الا ان تستقر الطبقة التي سيستندون عليها كي يسمحوا بإعادة بناء مؤسسات الدولة , وبالشكل الذي يخدمهم , ويبقى تحت إشرافهم . ولعل في المقالة التي كتبها عراب إعادة صياغة بناء العراق نائب الرئيس الأمريكي بايدن , والتي نشرها في صحيفة” نيويورك تايم” الأمريكية تحت عنوان ” ما يجب ان نفعله الآن بالنسبة إلى العراق في أعقاب انتهاء الأعمال القتالية هناك ” ونشرت في عدة مواقع عربية , ما يوضح توجهاتهم المستقبلية في العراق والمنطقة , ومما جاء في بعضها :

حرصت إدارتنا بان الشعب العراقي يستحق حكومة تعكس نتائج تلك الانتخابات , وتضم جميع الكتل السياسية التي تمثل المجتمعات المختلفة في العراق , والتي لا تستثني أو تهمش أي احد. هذا ما سيحصلون عليه الآن .

الرئيس اوباما وانا – وفريق لامع من المسئولين الأمريكيين في واشنطن وبغداد – قد لعب دورا نشطا في دعم هذا المسعى .

الخطوة التالية هي ان يقوم قادة الحكومة العراقية الجديدة باحترام التزامهم التاريخي بتقاسم السلطة – وهو التزام تجسد في المجلس الوطني الجديد للسياسات العليا , الذي لايزال العمل جاريا على تحديد مسئولياته وسلطته ولكن سيصار في نهاية الأمر غلى إعطائه الصفة القانونية .

يتوجب على الولايات المتحدة ايضا ان تواصل لعب دورها في تعزيز تقدم العراق , وذلك هو السبب وراء عدم فك ارتباطنا مع العراق في هذه الآونة , فان طبيعة مشاركتنا تتحول من التوجه العسكري الى المدني .

( السلطة الامريكية ) لها مهمة جديدة ان تقدم المشورة والعون لنظرائها من العراقيين وان تحمي موظفينا وممتلكاتنا وان تشارك في عمليات محاربة الإرهاب , وفي غضون ذلك , تعمل على ترسيخ وجود دبلوماسي في ( جميع ) أنحاء البلاد وعلى اقامة شراكة ديناميكية بموجب بنود اتفاقية الهيكل الاستراتيجي في سلسلة من القطاعات الحكومية .

علينا ايضا ( ان نساعد ) قادة العراق في سلسلة من التحديات التي تنتظرهم : القيام باحصاء رسمي للسكان , دمج اكبر لقوات الامن الكردية مع قوات الامن العراقية , المحافظة على الالتزامات التي قدمت لابناء العراق والجماعات السنية التي اتحدت معنا ضد المتمردين , الفصل في الحدود الداخلية المتنازع عليها ومستقبل مدينة كركوك الشمالية . ( والاهم ) المصادقة على قانون النفط العراقي .

من المصالح الجوهرية لاميركا الآن ان تساعد في الحفاظ على المكاسب التي حصل عليها العراق , وان تمنع عودة ظهور المتطرفين العنيفين وان ( تشجع ) العراق على ان يصبح حليفا امريكيا محوريا في منطقة حرجة استراتيجيا , وان يصبح لاعبا اقليميا موثوقا ومعتمدا على ذاته .

وليقرء المقال كاملا كل من يصر على خسارة الامريكان في العراق , ولكل من اقتنع بديمقراطية الامريكان التي جلبوها للعراق , ولكل من عول على هذه الزمر من الزعامات التي تقود ( العملية ) السياسية في العراق ويامل منها ان تعيد بناء العراق .

About this publication