America’s Failure!

<--

الفشل الأميركي!!

البقعة الساخنة

الاثنين 6-12-2010م

أحمد ضوا

قالت الإدارة الأميركية كلمتها بشأن الاستيطان الإسرائيلي بإعلانها الإخفاق في إقناع إسرائيل بتجميده وهذا بحد ذاته يحمل بين طياته موافقة أميركية صريحة لاستمرار الاستيطان

لأنه لو ارادت أميركا الضغط على إسرائيل لاستطاعت دفعها لوقف محدود للنشاط الاستيطاني كما فعلت في المرة السابقة.‏

في الجانب الفلسطيني ثمة من لا يريد أن يسمع بالفشل الأميركي في هذا الشأن ولذلك بدأ البحث عن تبريرات للاستمرار في موقفه وذهب إلى حد القول إن الإدارة الأميركية أعلمت السلطة بعدم الوصول إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية حول تجميد الاستيطان لكنها لم تسمع من هذه الإدارة ما يشير إلى الفشل وأن السلطة مازالت تنتظر الإعلان عن الإخفاق الأميركي حتى تبادر بأخذ الخطوات البديلة التي بات يعلمها الجميع.‏

من الواضح أن ما بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو له جانبان:‏

الأول سري: وهو الفاعل والمؤثر أي عدم وجود خلاف بين الجانبين على استمرار الاستيطان.‏

والثاني معلن: أي هناك تباين حول استئناف البناء الاستيطاني وتأثيره على مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ولكن ليس إلى حدود التأثير على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل الأمر الذي يوفر للإدارة الأميركية حرية الحركة على مستوى الداخل الأميركي وعلى تصعيد الضغوط على الجانب العربي والفلسطيني سعياً لمزيد من التنازلات بحجة دفع إسرائيل للقبول بتجميد الاستيطان.‏

ومن خلال ما يتم تسريبه وتداوله إضافة إلى حالة الانتظار التي تعاني منها السلطة الفلسطينية يبدو أن هذا الواقع الهلامي مستمر على حاله ولن يعكر أي جديد ما دام أنه يحقق المصالح والمطالب الإسرائيلية وبنفس الوقت يجنب إدارة أوباما الضغوط الداخلية وذلك إلى حين نضوج واقع جديد يعيد الكرة إلى المربع الأول.‏

أما الجانب الآخر الفلسطيني فلا يزال يعيش أوهام بروز تغير في الموقف الإسرائيلي دون أن يقوم هذا الآخر بأي خطوة أو إجراء مما وعد به الشعب الفلسطيني ومن هذا المنطلق يعمل ما بوسعه لإقناع شعبه بأن الأمل بالجهود الأميركية لوقف الاستيطان ما زال قائماً وذلك خلافاً لما قالته واشنطن ولما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.‏

إن حالة التماهي بين المواقف الأميركية والإسرائيلية لا يمكن مواجهتها بخيار الانتظار بل بالبحث عن بدائل جدية من شأنها تغيير قواعد اللعبة السياسية الإسرائيلية الأميركية والاستمرار على هذا الوضع سيفقد هذه السلطة القدرة على اتخاذ أي خيار سوى قضاء المزيد من الوقت للحصول على التأشيرات الإسرائيلية للتنقل بين بلدة فلسطينية وأخرى.‏

About this publication