WikiLeaks and the “Game” in Iraq

<--

نتابتني هذه (الخاطرة!) وأنا، كمواطن عراقي، أعيش ظاهرة (الموجات العاتية!) من محلية وإقليمية وعالمية، ذات مرام سياسية، التي تعصف بعراقنا الحبيب من كل حدب وصوب، بلاهوادة وروية أو رحمة، أبعادها معروفة للجميع الهادف والمستهدف!

وأخيرها وليس آخرها (لعبة ويكيليكس!)، هذا الكيان الذي ظهر للعيان على حين غرّة في أديم العراق (ليخبط) الماء من جديد في مياه دجلة والفرات، حاله حال من سبقه ومن يتبعه! بعد أن هدأت، ولو ببارقة أمل، (موجات سونامي العاصفة!) ذات الابعاد السياسية الكيدية من مختلف الجهات المغرضة، فقلنا: الحمد لله (فرجت!) وتنفس عراقنا الصعداء مستبشراً أنه بلغ برّالامان، وعليه البدء بتشكيل الحكومة بعد أن طال الزمان!.. وجاء جوليان أسانج مؤسس (ويكيليكس)ليقول: ها أنذا! وراح يلصق التهم بمن (يريد) حسب الأجندات (المرسومة) له من بعيد! وغايته وضع العصي في دواليب عجلة العراق من جديد، عسى أن تتم (الطبخة) ويتحقق الأمل (المنشود)، ويبقى العراق في دوامة الصراع السياسي، مغلوبا على أمره، إلى أن يحين (الفرج) وتقع السمكة في شباك (الصياد!).. وهذا ما أراده وتمناه جوليان حسب الصفقة التي اختارها مع الذين معه، وشاركته قناة الجزيرة (في الهوى سوى)، ولكن حبل الكذب قصير!.. فأراد أن (يستقر)في السويد وهو استرالي الأصل، وإذا(السويد تصدر مذكرة توقيف بحق مؤسس ويكيليكس بتهمة الاغتصاب!) كما جاء في قناة (الحرة/عراق)، ويا لفداحة المرارة والألم على الشعوب التي يعبث بها العابثون!.. والمؤسف أن يشارك، عن قصد او دون قصد، في هذه (اللعبة!) التي هيّأت لها قناة الجزيرة بمكرها المعهود، إن ما يعنينا من لعبة ويكيليكس التوقيت الذي جاءت به، بعد أن أدركت أن الأوضاع بدأت تستقر سياسياً في العراق والحكومة الجديدة قادمة لا محالة، وسوف يفلت من يدها إن لم تبادر (الخيط والعصفور!) كما يقول المثل! فلابد من كيد جديد،كما هو شأن اغلب التدخلات في شؤون العراق التي حصلت قبلها او بعدها.. أما التهم التي كالتها هذه الأوراق الصفر، فهو أمر منوط بالدولة والحكومة لسبر أغوارها ومعرفة مراميها وأهدافها، واتخاذ ما يناسبها من إجراءات قانونية سواء بحق ويكيليكس وبحق من اعتدى ويعتدي على أبناء الشعب ، وإعطاء كلّ ذي حقٍ حقه، ولماذا (اختارت!) ويكيليكس الوقت الذي تهدأ فيها الأوضاع السياسية في العراق؟ وشعب العراق ما إن ينتصر في لعبة من هذه اللعب المشبوه ويخرج منها معافى ومقتدر، حتى يتصدى له من يريد أن يجدد اللعبة الماكرة!.. وهكذا وهلم جرّا، عسى أن يجد (الصياد!) ضالّته!.. والشعب يقول: ستحكي الأرضُ عنا للسماءِ حكاياتٍ بها عَبَقُ ألأداءِ! وإذا ما ذهبنا إلى (لعبة ويكيليكس!) وغيرها من اللعب المغرضة، سابقا ولاحقا، ونُقلّب التاريخ عسى أن يدلنا على شيء من تاريخنا، يُشير بالمضامين والتفاصيل إلى ما عانيناه ونعانيه من مواقف وإجراءات عدوانية، كانت وما زالت تستهدف الشعب العراقي في تطلّعاته ومساراته نحو الأمن والاستقرار والبناء، والرقي بوادي الرافدين الى مصاف الدول والشعوب المتقدمة في العلم والمعرفة والازدهار، نرى أن العراق لم تكف عنه المكائد والمؤامرات ليستقر ويأخذ نصيبه في هذا المجال!.. وهكذا توالت علينا الانقلابات والحروب بدون رحمة وبوحشية وقسوة، وكان ديدنها اللجوء إلى السلاح للسيطرة على العراق أي،انقلابات عسكرية، وعمّ الدمار والخراب في ربوع الوطن، ولكن هل أفلحت هذه الفئات وحققت ما تريد؟ لا توجد قناعة! والدليل ، أنها عجزت وعانت ما عانت من فشل وإحباط،، فصابتها الخيبة ودحرها الخذلان جرّاء خسائرها الهائلة في المال والأرواح التي سخرتها لهذه الانقلابات! فآلت على نفسها أن تبتعد،جهد الإمكان، عن هذا الطريق الوعر،مادام مكلفا وشائكا ووعرا ومثقلا بالمآسي والآلام فإنه لا يحقق الآمال، بل يجلب النقمة والكراهية والنفور والاهوال!.. فكان الخيار اعتماد (الأساليب السياسية) بدلا من الانقلابات العسكرية! ومن هنا جاءت لعبة ويكيلكيس،فهي مكائد سياسية بحتة، وربما الغرض منها (انقلابات ديمقراطية) بدلا من(انقلابات عسكرية) التي كانت سائدة أيام زمان، ليكون هذا البديل في هذه اللعبة (كلمة حق يُرادُ بها باطل!)، غايتها التدخل في شؤون العراق وإبقائه في صراعات دائمة، وإرباك الأوضاع فيه، وإضعافه فرض الوصاية والولاية عليه! فباءت المحاولات هذه بفشل ذريع، وتراجعت مغلوبة على أمرها بصمود الشعب العراقي وإصراره الراسخ، على أن يكون صاحب القول الفصل في ما يعنيه!.. وكثيراً ما تحتدم الخلافات والصراعات بين كتل وجماعات حتى بين الدول، فتراهم يلجأون إلى حجج ومعاذير، ظاهرها البيّنة على من أخلٍّ وأساء، وباطنها الكيد والعداء!..وهكذا لجأ مؤسس ويكيليكس المتهم بالفساد والدعارة، ومَنْ وراءه ومَنْ معه، إلى أوراق ويكيليكس السود، عسى أن تكون غطاءً مُمَوِِّها لمقاصدهم المريبة في إرباك الوضع السياسي والاجتماعي في العراق، متقمّصين كلمة الحق لبلوغ الباطل، ومستغلّين الظروف الصعبة التي ابتلى بها شعب العراق من إرهاب وتفجير وفساد، فأرادوا به الخداع بحجة الحق لتكريس الباطل، وما علموا أن عبارة (كلمة حق يُراد بها باطل) أصبحت من الحِكَم التي يحياها الشعب في حياته كل لحظة، ليفرق بين الحق وبين الباطل،وهو يردد: (لا تستوحشوا طريق الحق لقلّة سالكيه!).. والحكمة تقول: إنما بَدْءَ وقوع الفِتَنْ ، أهواءٌ تُتَبعْ، وأحكامٌ تُبتَدعْ !.. وهكذا انكشفت وتعرّت نيات ومكائد المسؤولين عن ويكيليكس، وخسروا الرهان

About this publication