America’s Friends … the Most Harmed

<--

أصدقاء أمريكا .. الأكثر تضررا * رشيد حسن

بات واضحا أن الأكثر تضررا ، من نشر وثائق “ويكيليكس” هم أصدقاء أميركا ، فلقد اثبت نشر هذه الوثائق ، أن واشنطن ليست معنية بأصدقاء حقيقيين ، وانما معنية فقط بمصالحها ، وانها تتخذ الأصدقاء لمرحلة ما ، فاذا انقضت هذه المرحلة ، فلا مانع لديها من التخلي عن هذه الصداقات المرحلية ، وتجاوزها ، وهذا في حد ذاته يؤكد الحقيقة التي يعرفها الجميع ، وهي أن واشنطن دولة عظمى ، محكومة فقط بمصالحها ، وأن هذه المصالح هي التي تملي عليها مواقفها ، وتملي عليها اتخاذ هذا النظام صديقا أو حليفا.. الخ.

هذا الكلام لا ينطبق على اسرائيل ، فهي ليست حليفا ، أو صديقا فحسب ، بل هي أكثر من ذلك ، انها بمثابة ولاية من ولايات اميركا ، بل نجد في أوقات كثيرة ، أن واشنطن حريصة على اسرائيل ، ومصالحها أكثر من حرص بعض القادة الصهاينة الحمقى ، وهذا هو سر انتقاداتها اللاذعة لتصريحات ، ليبرمان وزير خارجية العدو ، ورئيس حزب “اسرائيل بيتنا” التي تكشف وجه الكيان الاسرائيلي العنصري القبيح ، وتسقط ورقة التوت عن ديمقراطيته الزائفة.

وفي هذا الصدد لا بد من التذكير ، بأن المحافظين الجدد في عهد بوش الصغير ، كانوا ولا يزالون أكثر صهيونية من بعض الاسرائيليين ، فرايس وزيرة الخارجية حينها ، هي التي عارضت وقف العدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006 ، وطالبت اسرائيل بضروروة الاستمرار قي العدوان.

ونعود من حيث ما بدأنا.

فتأكيدا لما سبق ، فلو استعرضنا سجلات التحالفات الأميركية مع العديد من دول العالم ، لوجدنا أن واشنطن حالفت أسوأ الانظمة الدكتاتورية الفاشية في العالم خدمة لمصالحها ، فحالفت شاه ايران ورئيس الفلبين وسوهارتو اندونيسيا ، وبيتوشيت تشيلي.. الخ ، ولما دار الفلك دورته ، تخلت عنهم جميعا ، كما يتخلى المرء عن حذائه بعد أن يستخدمه لعبور المستنقع.

وثائق “ويكيليكس” من جانب آخر ، تجيب عن السؤال المركزي الذي طرحته سابقا ادارة بوش الصغير ، لماذا يكرهوننا؟.

لقد أثبت الوثائق المشار اليها ، أن واشنطن تسخر العالم كله لخدمة مصالحها ، ولرفاهية الشعب الاميركي.

وأثبتت أيضا ، أننا بصدد دولة عظمى لا تقيم وزنا للقيم والاخلاق والقوانين والاعراف الدولية ، وتبيح لنفسها التجسس على الآخرين.

وأثبتت ايضا ، أننا أمام نهج ميكافيلي ، لا مثيل له ، يناقض كل المبادئ النبيلة التي نادت بها شرعة حقوق الانسان ، واننا أمام أقوى دولة في العالم ، محكومة فقط بمصالحها ، ومصالح العدو الصهيوني ، ولا تقيم وزنا للمبادئ العظيمة ، التي نادى بها زعماؤها الا على الورق ، وللدعاية فقط.

باختصار.. مقولة الرئيس الفرنسي الأشهر ، ديغول “أسوأ ما في أميركا قوتها” تؤكد كل ما أشرنا اليه ، بعد أن اصبحت الامبراطورية الأميركية ، أسيرة القوة الباغية الطاغية.

وثائق “ويكيليكس” كشفت الوجه القبيح للسياسة الأميركية.

Rasheed_hasan@yahoo.com

About this publication